هُناك حيثُ يقبع الفراغ بداخلي ويردد أصوات غريبة ..
لا أفهمها ولكني أشعر بها تُعانقني ..
تجذبني نحو الهاوية .
حيثُ هناك أحشاد بشر بوجوه سوداء
ينظرون لي بعيون بيضاء يشع منها نوراً أبيض، لا يلمع .
أبتسم واهرول نحو واحد منهم، وميضه خافت .
اجلس بجواره وأُحدثه عن هذا الوجع الذي يُصيبني في المساء ..
ولكنه دوماً لا يُرد .
أمسكت بكفه، وأخبرته اني احتاج ان اُميز صوته، لحتى اجده عندما أُعاود في المرة القادمة ..
قَبلني او توهمت انا هذا ومن ثَم اضاءت عيناه مثلهم .
أخذت أُهرول بسرعة شديدة، وأنا أبكي ..
أشعر بالخوف والذعر وأشعر أن شفتاى أصابت بهباب أسود لا يمحو .
أخذت أبكي كثيراً ..
لحين أن وجدت رجل عجوزاً يقف موجهاً ظهره لي، عرفت انه عجوزا من هذا العكاز الذي يقف بجوار قدمه اليمُنى .
_ أيُها العجوز، انا خائفة ..
لا يوجد اي رد سوى صوت قهقهات وكؤس زجاجية تخبط بعضها البعض
اخذ الصوت يعلو ويعلو ..
وانا أضع كفي على اذناي وأصرخ ..
لكن صوتي لا يخرج .
حينها ربتْ احدهما على كتفي واخذني
وانا لا أشعر سوى بكف آخر يأخذني إلى الهاوية مرة أخرى .
انا اعلم هذا الطريق ..
طريق بارد، ومظلم .. ولكنه بعيداً عن صخب الكؤوس .
ومن ثَم توقفنا .
اخبرني إني لا أخاف فهو قادر على التمسك بي، بالحفاظ عليّ
اخذ يصرخ وانا اسمعه جيداً ولكني أبدو عدم الانصات .
عانقني على تلك الحافة ..
توقف دموعي للحظات .
ومن ثم دفعني .
فسقطت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق