قبل انتهاء ديسمبر ..
قبل ان تزداد درجة البرودة أكثر من هذا ..
قبل ان يجف حبر قلمي، ولا أستطيع الكتابة عنك .
قبل ان تتحول قشرة البرتقال للأحمر ..
وقبل سقوط حبات الثلج كالعام الماضي في مدينتنا الجميلة ..
قبل ان اغادر الإسكندرية ..
سأركب القطار إلي العاصمة، سأحيا هُناك حياة أُخرى تليق بي .
سأكون متشابهة معهم، فهم لا يُنافقون مثلنا هُنا .
هُنا أنا بلهاء وغبية ..
هُنا أنا طبيعية زيادة عن الحد ..
أشعر وكأني شاذة عنهم في التفكير والأفعال .
او كما يقولون آتية من عالم آخر ويقهقهون، هؤلاء أصحاب الوجوه الرُمادية .
رُبما أشعر بالحُزن الآن .
*********
قبل ان يحل المساء ..
قبل ان أرتدي معطفي الأبيض وأُعلق ستارة الشتاء على نافذتي ..
قبل أن أغفو للنوم ..
أتذكرك .
وأبتسم .
وأستمع لصوت دافئ يجعلني أغفو سعيدة .
عندما أنتقل إلي هُناك ..
في كوكب الأحلام، الذى لا تعلم انت عنه شيئاً ..
اجدك جالساً ..
تقرأ وتُلون ..
ربما صورتي او تنقش تلك الشجر التى تستند عليها ..
ترسُمها لإنك لا ترآها ..
بل تشعر بها .. ها أنا أُخمن ما تفلعه قبل أن اصل عندك .
هذا الكوكب الذي أُحب الاصطدام بك فيه .
هذا الكوكب الذي يُشعرني بالحُرية ..
يجعلني أشعر بالألوان ..
وأستمع إلي صمتك بوضوح .
تجلعني أضحك ويتبعثر شعري القصير ..
هُناك لا يوجد وجوه سوى وجهك ..
عيناك وابتسامتك البيضاء .
وكفك عند السلام والوداع .
وهذا المقعد الخشبي .
والنسيم الذى يحمل رائحة الزهور الحمراء .
هُناك ..
حيثُ السلام .
حيثُ الأحلام والأوهام الملونة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق