السبت، 23 يوليو 2016

كعكة الزبادي بالفراولة


انا أصنع كعكة الزبادي بالفراولة،
هل لك ان تشاركني في تناولها هذا المساء ..؟
أنا أعد الشاي بشكل جيد، وتختار انت المزيكا، فأنا أحب ذوقك .
ماذا لو جلسنا معا، نثرثر وجها لوجه ..؟
بدلا من كتابة الرسائل .
أحدثك عن العمل الذي أحب، وعن حميتي الغذائية الجديدة .
وتخبرني عن أصدقائك، وعن مغامراتك في الحب .
او عن حفلاتك التي تشارك بها .
وأخبرك ان الحياة رحلة نواجهها مع من نحبهم فقط، ولا نستطيع الوقوف امام كل المفاجأت وحدنا، او ان نقف بالعقل فقط .
واخبرك، إني أشعر بالحرية حينما نتحدث، وأرغب في أن تشاركني الصيف .
فأنا لا أحبه .
وأن تكتب لي كل صباح .. 
وكل هذه أحلام وردية كلون الكعكة التي تجلس أمامي .

الجمعة، 15 يوليو 2016

الولد الفقير


هُنا يجلس الولد الفقير الهَش .
هذا الفتى النحيل، الذي يرتدي لون واحد طوال العام
ولديه معطف ذو أكمام طويلة، يتضح منها إن المعطف لا يخُصه .
هذا الولد الذي يخاف البرد، ولا يشرب الكاكاو الساخن
الذي لا يكتُب جيداً، ولكنه دوماً يسمع لي .
يسمع لي عندما أُدندن الأغاني التى أُحبها، ويضحك
عندما أشعر بالخجل لإنه سمع صوتي .
هذا الولد الفقير الذي لا تمتلئ جيوبه بالنقود .
ولديه بعض العملات المعدنية، التى يجلب بها قطع الكيك وكوب الشاي الساخن
هذا الولد الوحيد، الذي لا يذهب الحفلات، ولا يجلس في المطاعم المُجاورة للحديقة
الذي يمشي على رجليه ويجلس على الرصيف عندما يشعر بالتعب .
هذا الولد الذي أفتقد مكانه كثيراً عندما لا يأتي المدرسة
أفتقده أيضاً، عندما أُدندن أغنياتي، ولا أجده ينظر لي ويضحك عندما أكتشف إنه سمعني
الآن فقط، أشعر إني أنتمي إليه كثيراً .

رسائل الواتسآب


يبدو إنك لا تتفقد رسائل " الواتسآب " السخيفة، يبدو هذا مريحا بالنسبة لي .
لإنني ليس لدي كلمات مرتبة ..
او صور عظيمة لأرسلها لك .
فقط أكرر كل يوم
- صباح الخير، أخبرني عن أمورك الجديدة .. راسلني عندما يتيح لك الوقت .
كل يوم، أكتب هذا وانا أشرب قهوتي المغلية قبل مغادرة المنزل .
كل صباح، أكتب هذا، أظن إني رسائلي تجاوزت الثلاثين رسالة المكررة .
كما إني كل مساء بعدما أخرج من حمام دافئ أعاتب نفسي على الكتابة الصباحية، أنام أنظر للسقف، واستمع لمزيكا " الروك " المزعجة، ثم أكتب لك كلمة تميز يومي مثل " قد كان يوما طويلا، قد كان يوما ممتعا، كان عاديا، سخيفا .."
اما اليوم أظن إني سأضعف مرة أخرى متناسية عتابي ولومي الشديد .
وسأخبرك إن يومي كان ينقصك .
ينقصك كثيرا .
حينها أطفئ المزيكا، والإضاءة، وأعود للنوم، وأنا أشعر بالراحة .
فإني دوما أشعر، إن برسائلي الفارغة تلك، أقضي على شبح الوحدة الذي يسكن منزلي البعيد عن الوطن هذا .
لهذا لا أهتم سوى بالمشاركة، حتى وإن كنت لا تقرأ الآن .. سيأتي وقت وتتفقد كل تلك الخرافات التى تخصني .
بعد دقائق قليلة كان هاتفي يدق برسالة منك .
" هل لنا بفنجان قهوة قبل دوامك لنحكي قليلا، أيتها الثرثارة ؟ "
لأكتب لك بإبتسامة واسعة 
" بالتأكيد . "

الاثنين، 11 يوليو 2016

نعناع أخضر


كنت آراه دوما، مشغولا، نائما، يأكل، ويصرخ في وجهي بعفوية، كان لطيفا رغم صمته، وجيد الحديث إذا ناقشته .
كان لطيفا ولونه أخضر ..
كنت أرسمه كثيرا بدون معالم، فقط بقعة خضراء تدل على وجوده ..
فأصبحت أراه في شالي الأخضر، أوراق الشجر، وفرشاة المطبخ التي تستخدمها امي لفرش الزبدة .
فقط كل ما بيننا، صباح الخير وتلك الأبتسامة الوردية، الأوراق التى يوزعها علينا قبل الاختبارات، التي تحمل نسخة مصورة من خط يده المرتجفة .
لم أكن أعلم إنه سيطر على تفكيري بتلك الصورة، إلا عندما وجدت حائط مكتبي مليء بالوجوه الخضرا، و أوراق الشجر، والنعناع ..~

الأحد، 10 يوليو 2016

سقف الخيبات


كل يوم أذهب لفراشي أحاول النوم، أتقلب كثيرا، حتى إني أشعر إني أدور، رغم إني مسطحة على الفراش أنظر لسقف خيباتي، وأتجاهل ما قمت به .
دوما أشعر بالذنب حيال ما كان يجب ان أفعله وتكاسلت عنه، او نسيته .
لم أشعر بالوقت، منذ ان أصبح اليوم قاصرا على الأفلام والكتابة وتناول الطعام .
كل صباح لم أنم في ليلته، أضع حبات الأرز للعصافير، وأنتظر حين يأتوا لينظروا لي بطرف عينهم، دوما أمي تخبرني إن العصفور يحب ان يرى صديقه الذي يطعمه .
قطتي مازالت نائمة، او كسولة ترقد على الأرض تنظر لي وتغمض عينها ببطئ - دلالة على الحب - أبادلها حركتها وأعطيها ظهري، أحاول النوم من جديد، ولكني أظن إني سأفشل وأعلق تلك المحاولة على السقف بجوار أصدقائها .

الأحد، 3 يوليو 2016

حكايات تُشبهني


انا أحب حصص الأستماع
منذ إن كنت صغيرة، بفستان وذيل حصان طويل،
وكنت لا أستطيع قص شعري، لإن هذا لا يصح مع قوانين مدرستي ..
كنت أحب ان تحكي لي معلمتي قصة في منتصف النهار، قد أهدتها لي أمي، لأقرأها، فتساعدني المعلمة على القراءة ..
وأخب ان يحكي لي أبي حكاية
رغم كثرة تعبه في المساء ..
لدي الكثير من الشرائط التى أبدو بها مذيعة راديو ..
أغني واتحدث عن يومياتي
و عن طبق البطاطس المفضل، ومثلثات الجبنة .. 
أتحدث عن فوبيا القطط المشمشية .
عن كراهيتي الشديدة للبن، والظلام .
عن حبي للسير في شوارع المدينة
وركوب القطار، والأتوبيسات السياحية
ومحطات القطار .. 
أنا أحب التجارب، والسفر ..
احب الطعام والطهو والكتابة ..
اكره التلوين، لكثرة إيماني بها ..
أحب الرسم الحر، الذي لا يعبر عن شيء سوى عن افكاري التى لا أستطيع كتابتها ..
ماذا عنك ؟
أخاف ان تكون فارغ ..
لا تحدثني او تسمتع لي
او ان تكون لا تحب الذهاب، او الناس ..
او إن تعيش بلا شيء تحدثني عنه
وترى ان تذكر الطفولة، امر تافه .
حينها سأرحل،
فكيف لي أن أبقى، وانا أسير عكس إتجاهك تماما ؟

السبت، 2 يوليو 2016

قهوة من أجلك


أن تأخذ فنجان قهوة في مدينة غير مدينتك، 
سيُشعرك هذا بالسعادة
سيُشعرك بالوطن الذي أعتدت العيش فيه ..
ففنجان قهوتك الصباحي، يُذكرك بضغط العمل، والفطور الشهي
وبذلتك السمراء وتلك التنورة البنفسجية والبلوزة البيضاء ..
أتذكر سنوات أرتباطي بك جيداً
كيف كُنت رجل رائع في البداية
كيف وقعت في حُبك في بداية فصل الشتاء
كيف أصبحت أتناول القهوة، فقط لإنك تُحبها .
وكيف خسرت الكثير من وزني لأبدو أصغر
فقط لنُصبح أفضل، عندما نلتقط الصور الفوتوغرافية
لم أكن أعلم ابداً إننا سنتوقف هُنا .
وإنني سأُغادر بحثاً عن نقطة أُخرى بعيدة عنك .
لم يكُن بوسعي التحمل أكثر من هذا .
أخبرتك كثيراً ان تتوقف عن شُرب الكحول، ان تُحاول ان تعود
ووعدتني آلاف الوعود الزائفة .
ولكن الخيانة، لم أستطيع أن اتحملها .
كنت تائهة، أبكي وأُهرول في الشارع
ولم يصدر منك أي فعل .
سوى  " لم أقصد هذا، انا فقط، كُنت لا أشعر بكُل ما حدث . "
كُنت تُردد، " أنا أضعك في مكانة أُمي، فلا تذهبي "
ولكن قلبي لم يعد يتحمل أكثر ..
حتى إني لا أعرف كيف بعد كُل هذا
أُفسر لك سبب غيابي
خوفاً عليك، من البحث، والفقد ..
أنا أُحبك أيُها المجنون ..
أُحبك كثيراً، ولكني لن أعود مجدداً .