الأحد، 27 سبتمبر 2015

قبل موسم الشتاء

مرحباً أيُها البعيد ..،
أنتهى هذا العيد في تلك السنة الغريبة ..
هذا آخر أعياد السنة ..
دوماً النهايات تكون سخيفة ..
آخر يوم في الأعياد، آخر يوم في الأجازة الصيفية ..
وآخر عيد في السنة ..
لحظات الإنتهاء تُشعرنا بالعجلة، بالإسراع في إنتهاز الوقت لنحيا من جديد ..
نسهر لنشُعر بطول الليل، نزور أماكن جديدة قبل ان تعود لمدينتك .
ونهاية الحُب ..
عندما تُصارحها ..
تتحايل على الكلمات من اجل ان تبقى على الهاتف ..
تتحايل على كفها، ان لا يتركك قبل ان تغادر المقهى ..
هل تعلم ..
إني أخاف عندما تنتهي المقطوعة التُركية التى أُحبها 
فأسرع بجذبها للبداية مرة أخرى ..
خوفاً من ان تنتهي ..
رُغم إني عندما أموت ..
سأنتهي ..،
أليس هذه هي الحقيقة ..؟
فلماذا إذن أخاف من النهايات، وأنا أعلم إني سأنتهي عاجلاً ام اجلاً ..
لست وحدي هكذا ..
جميعنا، ينتظر البدايات ..
جميعنا يستقبل شروق الشمس بسعادة ..
ويشعر بالحُزن عند الغروب، ..
رغم هذا، نعشق الليل ..
أيُها البعيد ..،
دعنا نبدأ ..
قبل أن تنتهي الاشياء من حولي ..
قبل أن ينتهي موسم الشتاء القادم ..
دعنا نتقابل فيه ..
فأنا أعشق كانون الثاني ..
أيُها البعيد ..،
إلي لقاء آخر قريب في نصوصي ..

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

تخاريف رُمادية اللون

نعم ..،
على قيد الحياة أنا ..
ولم أُصاب بالهذيان، هذا المرض الذي يُسيطر على عقلي تلك الفترة ..
لم أُنقص من وزني سوي كيلوغرامات لا تُذكر ..
مازلت أُحب المشي في الصباح، ولم أفعله ..
أُحب مُدونتي الحمراء، ولدي الكثير من المُذكرات ..
لدي صندوق أُجمع فيه الدفاتر التي تُعجبني ..
أنتظر الشتاء ..
أنتظر مُفاجأة كانون الثاني في بداية العام ..
أشعر بالضعف ..
والبرودة ..
وليس البرودة التي نشعُر بها جميعنا في الشتاء ..
أشعُر بالبرودة في قلبي ..
أشعُر بالفراغ في أعماقي ..
لا أستطيع إتباع تمرين التنفس الجيد ..
لا أستطيع لعب اليوجا للحصول على السعادة ..
مازلت أُحب القفز، وأُريد الحصول على ( الترامبولين )
تطاردني الذكريات كالأشباح السوداء المُفزعة ..
شعرتُ بالخوف في الليلة الماضية، وأخذتُ فراش سريري لأُغطي قدمي ورأسي ..
البرودة، زيادة ضربات القلب، والتنفس السريع ..
كُل هذا لا يجعلك تبدو مرتاحاً لتحظى بنوم هنيئ ..
أكتب في الفراغ ..
أشعر وكأني واقعة في بقعة رُمادية ..
ولا أعرف طريق النور ..
لا أعرف طريق الظلام ..
أنا فقط في المُنتصف ..
في بقعة رُمادية سخيفة ..
أنا أتساقطت ..
او رُبما تساقطت ..
وأهذي ..
لا تستمعون إليّ ..
فأنا لستُ بخير .

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

أكذوبة هذا العام

في الرابعة صباحاً ..
ليس لدي مُخطط او صورة لأكتُب عنها ..
ولكن دَعني أُجود ..
دعني أُخبرك عن أُمنيتي في صفع وجهك ..
او كراهيتي الشديدة لتلك الأيام التى مضت ..
دَعني أُخبرك عن صندوق صورك الذي كُنت أُجهز له، وقد أتممت حرقه بالكامل ..
ودفتر مُدوناتي الذي أعجبك غُلافه ..
مزقت صفحاته التى تحمل تفاصيلنا ..
كم أكرهك ..
لم أشعر بالندم على اي شيئ من قبل ..
وأعلم إنه لن يأتي ما يجعلني أندم مثل ندمي لتورطي بك ..
الأزرق ..
لا يُشبهك، لا يُشبهك على الإطلاق ..
فقد أطلقته عليك في السابق لإنه لوني المُفضل، وأنت ليس المُفضل ..
لستُ الغريب المجنون ..
بل أنت المريض الذي فقد عقله ..
كم أتمنى عدم رؤية وجهك مرة أخرى ..
كم أتمنى إزالة آخر صورة مُعلقة لك، لحتى أستطيع الإبتسام في وجهك عندما أراك صُدفة .
فأنت تعلم إني لا أستطيع الابتسام وانا غاضبة، او التذمر عند السعادة .
أيُها المخبول ..،
لا أُريد ذكرك في نصوصي مرة أخرى ..
بل لا أُريد ترديد أسمك، صفاتك، أعمالك ..
لا أُريد أخبار عنك أو منك ..
كم تمنيت في تلك الأيام الماضية  أن تصبح لا شيئ، لا شيئ بداخلي ..
لإني كُنت أحترق، وكنت أرى إن هذا مُستحيل أن يحدُث ..
فأنت الهالة الأولي التى بثت في قلبي الروح ..
فأنت من يراني كالملائكة الصغار، أنت من تلمع عيناه إشتياقاً وحزناً عند الغياب ..
يا أُكذوبة عامي المُشرق ..
أكرهك ..
أكرهك، أُرددها قبل شروق الشمس ..
لا أُريدك حبيباً، رفيقاً، او حتى رئيس عملاً ..
دائماً أبتسم، ألهو، أكتُب، ألون ..
ربما كان كُل هذا على جدران مَعبدك الأسود ..
ربما كان طهوي للطعام من أجل سعادتك ..
والكتابة من أجل مدك بطاقة العمل ..
لستُ نادمة على صدقي في حُبك ..
ولكني نادمة على توجيه حُبي لك ..
فأنت لا تستحق هذا، ولا تستحق أقل من هذا ..
بل أنت لا تستحق الحُب على الإطلاق .
يا من كُنت أظن إن في قلبه نور لي، وأتضح إنها لهيب نار تحرق وتجلعني أذوق العذاب ..
يا من أُناديه لأحرق له كُل ما تبقى له من بطاقات أحتفظ بها داخل معطفي  وحقيبة يدي وأدراج خزانتي .
لست دافئاً، لست جميلاً ..
بل أنت شيطان ..
شيطان مُبتسم وله أنياب ..
وكم كُنت أنا طفلة ساذجة أعجبتها الحلوى التى تَحملُها ..
كم أنا مُتسرعة في حُكمي عليك ..
لست شيئاً، لست شيئاً على الإطلاق ..
كم أُريد روئيتك الآن ..
لتُخبرك عيني، كم أنا أكرهك بصدق، ..
أيُها المخبول الأحمق .

الجمعة، 11 سبتمبر 2015

سلاحاً من نوع آخر

أُعذرني عندما لا أهتم بثيابي ..
عندما أُقابلك وأنا أرتدي ملابس رياضية او صندل بلاستيكي ..
أُعذرني عندما يترك الكحل بصماته تحت عيني ..
وعندما يتبعثر حجابي من الهواء، فأنا أُحب الجلوس بجوار الشباك ..
أُعذرني عندما لا أرد على رسائلك بعد مُنتصف الليل، لإن غلبني النُعاس ..
وعندما يقل كلامي، وعندما أصرخ في وجهك لإنك ابتسمت لإحداهن وانا معك ..
فأنا مُصابة بالقولون الذي يجعلني لا ابدو بخير دائماً ..
تحمل أحاديثي التافهة، تحمل رسوماتي الساذجة ..
وتذوق من كعكاتي التى أصنعها من اجلك ..
شاركني فنجان قهوتي في ليلة باردة، وأجلب لي الكثير من ( الآيس كريم ) ..
تعرف على صديقتي، واسأل عنها، فهي عائلتي ..
أُعذرني لإني أجعل منك بطلاً مثالياً وانت لست كذلك ..
وأعذرني عندما أجعل منك شريراً في لحظة غضبي منك ..
فأنا لا أملك غير الكتابة سلاحاً ..
أُدافع به عن نفسي امامك .

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

تمثال أزرق

يا صديقي ..،
خُذ بيدي إلى النور ..
اعلم إن النور من المُمكن أن يُحرقني ..
ولكني سأتعافي من هذا، أليس كذلك ..؟
فالحُب المتورطة به أنا يجعلني أمكُث في ظلامه ساعات لوحدي ..
يجعلني أذبل بجواره، هذا الذى لا يرى، لا يسمع، لا يتكلم ...
او حتي يبتسم في وجهي .
يا صديقي ..،
لم أعد بحاجة إلي دفء يديه ..
لم أعد بحاجة لرسمه على جدران كهفه ..
ولم أعد بحاجة أيضاً إلى تلك الأفكار الجنونية الموجهة لإسعاده .
فهو لن يتغير ..
سيبقى هكذا .. 
الرجل الأزرق المجنون، بل تمثالي الأزرق المنحوت بالجنون ..
هكذا يُعبر بشكل أفضل ..
بالنسبة لي على الأقل ..
ربما سَيمُر بين سطوري ليتحسس وجهه او لونه هُنا ..
فهو يعلم إن كُل ما يحدث له .
يا صديقي ..،
لا أستطيع إيقاف عقلي ..
لا استطيع الخروج من هُنا ..
أشعر بالضعف، والإحتراق ..
ألف لي مقطوعة موسيقية تتحدث عني ..
بل عَنّا، أنا وانت وهو ..
واجعلني بجعة بيضاء تُمسك بهذا التمثال الأزرق، وبكْ
وأنت ترتدي بذلة سمراء وتبتسم للجميع ..
لنصعد على خشبة المسرح ..
ودَعني أقُص على الحاضرين قصتي ..
بل، قصتنا ..
أجعلهم يتحدثون، يَصرخون في وجهه ..
رُبما يتحدث، رُبما يَصفعني ..
رُبما يبكي ..
سَيشعُر بالضعف ..
سَيشعُر بنغصة في قلبه ..
واضطراب في نفسه ..
سأُخبئه بين ذراعي، بعيداً عن الناس كما يُحب ..
سأرحل به ..
سأكون ملاكه ..
سَيكون مَجنوني ..
تمثالي الأزرق الذي ثار مُنذ دقائق ..
افعل لي هذا يا صديقي ..
فهو بحاجة ماسة للبُكاء، للثورة ..
فهو مَجنون، ويجب أن يستعيد جنونه ..
افعلها لي يا صديقي ..
فأنا أُحبه .
لا أُريد أن أتركه في بُقعة الظلام وحده ..
_ حتى وإن كان هذا سَيُخفيكي أنتِ ..؟
_ نعم، فهل سَتفعلها من اجلي ..؟
_ سأفعلها من أجلنا كما قُلتي .
_ إذن، فلتبدأ، وسأستعد أنا .


الاثنين، 7 سبتمبر 2015

يوم بُرتقالي

دَعني أُثرثر لك عن يومي،
كيف كان ..؟ وما لونه ..؟
فدائماً أرمُز لأيامي، ولكَ بالألوان ..
يا صاحب الوجه الأزرق
كان يومي بُرتقالي كلون الشمس ساعة الغروب ..
رغم إني لا أُحب لحظة الغروب لإنها تسرق نهاري، إلا إني اليوم شعرت إنها تُخبرني بنهار جديد سَيحِل عليّ ..
دَعني أُخبرك عن طبق الكوسة في منتصف يومي ..
وكيف كان ملحَهُ قليل، وانا لا أُحب هذا ..
وعن تجاهلك لمُكالماتي بالأمس .
كيف كانت أيامي معك ..؟
دوماً يتردد هذا السؤال، او يلحُ عليّ داخل رأسي ..
أتذكر هذا جيداً، وأُحب الحديث عنَّا ..
فأنا أشتاق إليك .
كفك الأزرق الكبير ويداي الصغيرة الخضراء ..
أشتاقت لمكانها على حائطك الخشبي ..
تلك النصوص المُبعثرة في دُرج خزانتي ..
تثور عليّ، حتى أُخرجها لكْ .
نظرات الفتى الأسمر ..
لا تُثير رغبتي على الابتسام ..
فأين أنت ..؟
لأختبئ خلف ظهرك، وتبقى نظرتي لك وحدك، كما كانت ..
لـيَحّل عني هذا الكابوس وهو التورط امام رَجُلا آخر ..
يراني لآمعة .