كنت سأبدو قبيحة في عين نفسي..
ان تركت كفك، كان عيني ستزبل من الحزن..
وتُحاط بهالة سوداء..
كان كفي سيتدلى لإن ليس هناك ما يحمله..
دوماً معك أحمل قلبي، وانا اجري مهرولة ورائك..
وسط المحطات وبين ذراعي النساء الملونات..
انت تضحك وتبكي ويذهب عقلك..
وتخبر احداهما انك تحبها وتدفس رأسك بين نهديها وانا انظر لك من الخارج، فهناك رجل ضخم يمنعني من ملاحقتك..
انا دوماً أركض..
اجلس على الطريق وابكي..
المطر يتساقط ولا اشعر به، وحينما تخرج مترنحاً ..
اقف مسرعة، هل امسك كفك واحتضنك حتى المنزل؟
لا تستحق، كُل هذا الحُب يا حبيبي.
اسرع خطواتي فآرى ظلك يحتضن وجودي..
تضع يدك علي كتفي الذي هلك من حملي لك.
- حبيبتي، حمدلله إنك هُنا.
ابتسم عندما ترمي حملك علي..
فأمسكك ونسير معاً إلى المنزل من جديد..
نبتعد..
عن كُل هذا الضجيج واركز مع صوتك الملعثم وهمهماتك وكفك البارد دوماً..
واتذكر إنك معي هُنا..
معي انا وفقط.
كتابة: ياسمين الكمشوشي
رسم : تقى عسل
لم تكن قُبلة الوداع كافية لتقول لي لا بأس كل شيء سيكون بخير ..
كان ينقصني ان اصفعك على قلبك مرات عديدة، عسى ان يشعر قلبك بالوجع ..
كان كفي قد قُطع ..
واختفت ذراعيك التي كانت دوماً تحتضني في اوقات البرد..
وساحت عينيك من هطول المطر..
انت تذوب وتتراكم على جدار قلبي، حتى إني اشعر إني ثقيلة، ولا استطيع مد كفي نحوك
فكفي لا اجده، وكَتفَك اصبح لا يستطيع تحمُلي .
فقُف عن التنفس، لترقد كتلك السمكة على الطاولة ليلتهمك شخص جائع ويبتلعك بعيداً عني.
امام سريري تجلس الاوراق صفوفاً، تذكرني بالكتابة وبالأفكار المجنونة التي تأتي لي على النافذة كُل مساء..
دفتر يومياتي اصبح جافاً، لا يستطيع الخبر خدش حروف عليه..
وديسمبر يقترب، وهذا يعني ان اتخلص من كُل تلك الهواجس لأستعد لهواجس اخرى اكبر من تلك ..
تنسحب البنات، واحدة تلو الآخرى، خلف مرآية سحرية، ينسحبون مبتسمات..
انظر لهم حتى يختفوا تماماً..
انت على الصف الآخر تترقبني وتغمض عينك بهدوء كحركة قطتي الودودة، فأبتسم لك واغمض عيني كما افعل معها دوماً..
ابحث عن قصة ابي بين الاوراق، عساها تكون قوية لدرجة كافية لأعدها بطريقة اخرى تناسب عقلي الآن..
انا اكتُب لك عن نفسي دوماً، لتعرفني اكثر..
لتبادلني هذا الحديث عنك..
فانا احب اللون الواضح .
انا الآن لا اعرف..
هل ستعرف ما انا عليه؟
لكن، إن حدث واختلف طريقك لمرة آخرى، لن احزن.
فالشخص لا يصاب بالحرق مرتين من نفس الشعلة.
كما انك لو تركت يدي، سأعرف انك لم تعرفني بعد
وهذا جميل.
فليس هناك شخص في العالم يُحب ان يتواجد مع شخص لا يعرفه ..
ولكن .. لا اظن ان هذا سيحدث.
لن اكرر القصص، ولن تتشابه علاقتنا بالسابق
انا لا احب ان اسير في الطريق مرتين..
انا الآن سأكتب عن قصة جديدة..
تُشبهنا ولا تتحدث عما كانوا معاً في السابق.
عقلي لا يستوعب كُل ماحدث .
كل شيئ وقف في مكانه، في لحظة ثبات مُملة
انت تختفي كالسراب مرة أُخرى، هذا كُله يجعلني أُصدق عقلي ..
أُصدق كُل تلك الهواجس، التى تزورني كُل ليلة
تلك الأصوات التي تهمس لي، لا تُصدقيه فهو لا يُحب البقاء ..
ولا يُحبك وحدك .
هو رجل بقلب حجر، والحجر لا يُحب مثلك .
هو لا يُحب صوتك، أحاديثك المُملة، وفلسفتك الفارغة ..
هناك صوت يُخبرني إنك تُحبيه، تُحبيه كثيراً ..
والحُب يأخذ من لونك الأخضر، وانا لا أُريد أن أذبل .
هناك لحظات من المُمكن أن تتنازل عن كُل ما تُحبه، لتأخذ أكثر ما تُحبه .
وتكتفي به .
ولكن معك الموضوع سيختلف كثيراً، فأنت ستأخذ روحي، وسترحل ..
فكيف سأعيش حينها انا مرة أُخرى وحدي ..؟
انا الآن أُدرك تماماً، ان المُحاولة في ماضي قد أنتهي
ماهي إلا تذوق الوجع لمرة أُخرى .
ولكن هُناك الكثير من الحلوى في الدكاكين، سأتناول كثيراً
وأقلب فنجان القهوة، وأُحلق، في السماء من جديد .
بدونك مرة أُخرى .
أجلس الآن أقرأ تلك الرسائل التى تبادلناها في وقت سابق، كيف كنت سعيدة حينها، وكيف كنت أحبك .
انا لا أريد التفكير في علاقتنا وحدي، حتى لا أبتعد او أنسحب من طاولة الحديث التى نجلس عليها كل حين .
أنا أشعر بالحب، عندما نتحدث ..
حينها فقط، انسى واتناسى ما مضى ..
و أبحث عن تلك الذكريات الوردية لأشاركها معك ونبتسم، او تدمع عيني لإنها أنتهت، او ربما تدمع لإننا نتحدث الآن معا .
انا التى فعلا تحبك رغم كل المساوئ التى تحملها بداخلك، ورغم كل ما مضى ..
انا أريد أن أبكي .
أبكي وأهرول بعيدا ..
وأتركك وحيدا على الطاولة ..
أنا أكذب .
أنا لا أستطيع فعل هذا على الإطلاق
انا ضعيفة، وأحبك ..
أحبك كثيرا، أيها الوغد .
أنا لا أريد التحدث عن كل ما حدث
انا فقط أرغب في أن تضمني، وتخبرني إنك مازلت تشتاق لي وتحبني .. كثيرا .
في تلك اللحظة تحديدا،،
أعترف إني أخاف .
أخاف ان يفقدني العمر ولا يلتفت إلي ..
وأخاف كالعصفور الصغير الذي انقلب بيته رأسا على عقب، وقد أكل أمه الطائر الكبير الضخم .
أنتظر كل يوم الشروق ليبعث لي يوما ربما اجد فيه ضالتي التي أبحث عنها ..
وأنتظره .
هذا الذي فقدت هويته ..
هذا الأمل العبثي الذي يجعلني أبتسم كل صباح محاولة لتطبيق جملة " بكرة أحلى "
أرغب بتساقط الأمطار الآن، فقط لأغسل قلبي، وأشعر بالبرودة فأطرافي فأبحث عن معطفي البنفسجي وأتناول الكاكاو امام المدفئة وأنام وانا احتضن هذا الكتاب لأنيس منصور، الذي جاء يوم رأس السنة ومعه علبة بن .
ولكن نحن مازلنا في أغسطس،،
ولا وجود للبرد والقهوة والحب .