الأحد، 29 نوفمبر 2015

فنجان قهوة في سلة المُهملات


لم تقل لي إني جميلة .
بل كُنت دوماً تقول إني طبيعية، ومرحة، ولدي عينان ضيقة من خلف زجاج نظارتي الطبية ..
لم تقل لي يوماً إن حجابي يُعجبك .
بل كنت دوماً تقول لي إني اختار ألوان مُميزة لأضعها على رأسي ربما لإن رأسي بلا شعر كتلك الفتاة وتشاور على الطاولة الأخرى ..
لم تقل لي يوماً صباح الخير .
بل كُنت دوماً تقول أُحب الصباح هُنا، في تلك المساحة، تتناول القهوة وتتناول البسكويت المملح بسعادة ..
لم تقل لي يوماً هيا لنُشاهد فيلم 3D ..
بل كُنت تُخبرني عن أُمسياتك التى تُقضيها بمشاهدة أكثر من ثلاث أفلام، فأنت وحيد ..
وحيد وجائع وتشعر بالبرد .
لم تُخبرني عن المكواة في الصباح، عن القهوة الباردة ..
وفطورك المُتنقل .
لم تقل لي إنك تحُب الأشجار ..
بل أخبرتني عن لوحات غُرفتك التى تشمل واحدة منها على هلال ونجمة تُشبهني ..
أخبرتني آخر مرة بطريقتك الفكاهية إني أُشبه النجوم ..
صغيرة ولآمعة ولا نستطيع امساكها، وربما وجودها مُجرد خُرافة في السماء
ولم أفهم ما تُعنيه حينها، وظللت أُكرر سؤالي وتجاهلت صوتي واخذت تتناول القهوة مع البسكويت المملح ..
لا أعرف كيف تفعل هذا وانت سعيد .
أتذكر إني سألتك ازاي حادق وحلو ؟
وقولت ان مين قالك ان القهوة حلوة ؟
قولتلك بسرعه خلاص متزعلش حادق ومُر ..؟
وقولت ببرادة شديدة مش يمكن معرفش يعني أيه مُر بالنسبالك ..؟
ولما سكت، ضحكت وقولتلي الاتنين دول بيدوني توازن نفسي غريب
لم أُدرك إني سأُحبك في يوم ما أيُها المتوازن كالحادق والمُر بالنسبة لك .
لم أُدرك إني سأجلس هُنا ..
ولا أفعل شيئ سوى تناول القهوة والبسكوت المملح في آخر ديسمبر .
واحاول تجاهل مرارة القهوة لأحصل على التوازن .. مثلكْ .

الاثنين، 23 نوفمبر 2015

سعادة رُمادية

الآن قد أنتهى الشهر، ولم يتبقى سوى يوم واحد ..
سنتناول الحلوى والقهوة 
وسنتحدث عن أختلاط الواني بالماء، وعن رعشة يدي في امساك المعلقة بإحكام، ووضع صينية الشاي ..
سنبتسم في سعادة رمادية ..
سينتهي موسم الخريف قبل ان تخبرني بأمنيتي التي بدأت معه ..
سأشتري قفازات صوفية و جوارب أيضاً، فأنت لا تعلم البرودة التي تنتشر في أطرافي في الشتاء ..
سنرحل من دون سلام او عناق .
سأغادر كوكبك، وساترك لك فناجين القهوة لتعدها بنفسك ..
والأطباق فارغة ..
سأترك لك عقارب الساعة تدق ..
ستمر الأيام، بل الشهور ..
وانت وحدك 
او ربما لك شخص معك تُحبه، انا لا اعرف عنك شيئاً
تراني غريبة الأطوار، أرى هذا في عينيك بوضوح 
ولكنها تلمع كالنجوم، أليس هذا غريباً ..؟

الأحد، 15 نوفمبر 2015

ابي الذي في السماء


أبي الذي في السماء ..
العالم هُنا أصبح بشعاً بعد رحيلك .
لا أستطيع أن أشعر بصوت دقات قلبي وانا أضحك
انت تعلم كيف هي ضحكتي تثير نظرات الجالسين حولي 
لم يتغير صوتي منذ ان غادرت منزلنا يا أبي
مازالت أمي تُخبرني إني كالأطفال التى تُعلمهم في فصلها ..
أكملت العشرين وحدي يا أبي 
ولا يوجد كفك وذراعيك لإحتضاني
لا يوجد صوت لمفتاح شقتنا بعد العاشرة او في الرابعه، موعد انتهاء العمل الحكومي
تذكرت إنك حُراً ..
السماء واسعة يا أبي ..
أبحث عنك قبل أن تظهر الشمس في السماء ..
وأبحث عنك مع ظهور الهلال في بداية الشهر ..
أبحث عنك في أحلامي، وصوري
ولا يوجد سوى ابتسامتنا بعد أن وقعت سنتي الأمامية والآخرى قد أكل نصفها السوس
فأنا أتناول الحلوى من أجل أن تكبر السوسة، فهى ليس لديها قدم لتخرج من فمي لتشترى الحلوى
هل تتذكر مزاحي هذا ..؟
وأفكاري المخبولة ..؟
هل تتذكر قصتك كُل ليلة، كيف كانت البطلة تُشبهني ؟
وكيف كُنت أقود دراجتي ؟
هل تتذكر أختى الصغرى يا أبي، وكراهيتي الشديدة لقدومها ..؟
دعني أخبرك الأن إنها تُحبني بشدة أبادلها انا هذا، فأصبحت ناضجة يا أبي ..
أصبحت لا أخاف من صوتك العالي عند الغضب 
او ربما أخاف ..
مازلت أبكي من الأصوات العالية ..
ولا يوجد صدرك لأبكي بداخله ( لتحميني ) من هذا وذاك
حقيبة مدرستي ثقيلة على ظهري ..
ويد أمي ضعيفة وصغيرة للغاية ..
وأنت هُناك تبتسم وتتناول القهوة وتنفخ في سيجارتك
مر الكثير يا أبي وانا وحدي ..
مر الكثير، وتبدلت أنا ..
لم أعد الطفلة كما تُخبرني أُمي ..
ولكني أتصرف بتلك السذاجة امامها، حتى تشعر إنها مازلت صغيرة .
وأختى أصبحت مثلك، طويلة ونحيلة .
أبي الذي في السماء ..
لا توجد ذكريات لنا معاً .
لا يوجد احاديث بيننا ..
لا يوجد أطباق فارغة على المائدة تحمل بقاياك ..
لا يوجد فنجان بأسمك بجوار فنجاني ..
لا يوجد صورة لعائلتنا الصغيرة ..
ابي الذي في السماء
انت لست هُنا ..
تلك هي الحقيقة الوحيدة التي أُحاول أنا عبثاً تجاهُلها .

الأحد، 8 نوفمبر 2015

كعكة تُشبه الربيع


أستطيع ان أحمل امتعتي وأرحل، من دون وداع، او رسالة
أستطيع الآن أن أتحدث بصوت مرتفع أكثر بعد العاشرة مساء
أستطيع الآن أن أُبعثر ملابسي في الأرض، وأرفع من صوت الراديو في الصباح
أستطيع تناول أكثر من فنجان قهوة في اليوم، وأكثر من نصف حصة من المعكرونة
الكثير من كلمة أستطيع أكتُبها وكأني كُنت مرغمة في حياتي عليك .
أخلط لحظاتنا البسيطة مع البيض والفانيليا ..
سأصنع كعكة وردية تليق بأحتفال انفصال روحي عنك .
أخترت هذا اللون لأنه يُذكرني بفصل الربيع ..
ويذكرني بفُستاني الذى كُنت أرتديه في الحلم معك، هل تتذكره ؟
لم يمض على هذا الكثير من الوقت، بل لم يمض وقت ليُذكر .
هناك روابط تنقطع من قبل ان تتشابك، وربما كان حظي معك هكذا ..
الأمور ليست بسيطة 
الأوضاع ليست بخير
ولا يأتي الربيع سوى مرة في العام 
والشتاء ماهو إلا رمز للبرودة وليس الخير
أرى نفسي رُمادية كالون هذا الفأر الصغير الذى يهرب من رجل قوي
كم أكره الرمادي، ولكنه يُشبه روحي الآن ..!!
لا أستطيع أكمال تلك المعزوفة، تُصيبني بالهدوء المتضاد بما أشعر به
ولا أستطيع اكمال الكعكة في صمت .
فالصمت يذكرني بكْ .
الكثير من الدقيق والألوان ..
سأدعو جارتي العجوز لتُشاركني القهوة والحلوى
سأستمع لها، وسأحاول أن أبتسم، أو ابكي على هذا الحظ
ولكن، ماذا لو كانت نائمة ..؟
حسناً، حسناً .. 
يجب أن لا أفكر في تلك الظنون السيئة حتى لا تُصاب الكعكة بالعدوى
فإن لم أجد العجوز، سأنتظر وحدي الهلال الغائب .
ربما يعود في تلك الليلة، فتعود ابتسامتي معه .

الجمعة، 6 نوفمبر 2015

حلم باللون الأخضر


الكثير من الألوان على الحائط لم يمسها قطرات المطر ..
الرطوبة التى تأكل حيطان غُرفتي لم تزوني هذا العام ..
وصورتك تلمع كالنجوم ..
او أتوهم هذا انا، 
ماذا تُخبئ لي ليالي نوفمبر القادم
لا اعلم ولا اريد ازعاج عقلي بالمزيد
اكثر ما يُخيفني ان تكون تشاركني تلك الحاسة وترى ما بداخلي ..
ولا تتحدث ..
اخشى ان اكون وحدي أُترجم اشياء وهمية ..
الكثير من الراحة أشعر بها، و هذا يُشعرني بالأمان ..
ولكن عقلي يجعلني أقوم من نومي مفزوعة ويجعل الحائط رمادي ..
وانا لا أحب هذا اللون في الاشخاص والأماكن 
يخبرني إن كل ما يحدث ليس حقيقي ..
إن كان حقيقي لحدث فعل يؤكد هذا .
لحدث ما يؤكد إنه يُحبك ..!
فلا تتوهمي حتى لا تصابي بالوعكة كصديقتك .
أُغطي وجهي بهذا الغطاء واحاول أن أنام مرة أخرى 
لتظهر لي في عالم الأحلام ..
تبتسم وتمد كفك لي لأقترب منك ..
لنسير معاً ..
كُنت أرتدي فستاناً وردي ..
وكنت ترتدي لوني المُفضل ..
كُنت رائعاً، وأخبرتني إني أُشبه أميرات ديزني
فغضبت قليلاً ..
وأخبرتني إني جميلة فأبتسمت مرة أخرى
كنا نمزح كثيراً في مساحة خضراء واسعة 
أستيقظت من نومي ..
فقد تأخرت على موعد مُحاضراتي ..
وجدتني مازلت على سريري البُني، في غرفتي
لا يوجد مساحات خضراء ؟؟
وامامي كُنت أنت مرسوما في بالونتي الخضراء
ولا يوجد بقايا للون الرمادي ..
أشعر بتلك الرائحة التى تفوح منك ..
أكان كابوساً رُمادي ؟؟
ام كان حلماً يشبه اللون الأخضر ..؟
لا أعلم ..
ولكن ما أشعر به إني سعيدة .

أصحاب الكفوف الباردة

كيف حدث هذا ..؟
الكثير من الوقت مضى وانا وحدي، فماذا قد تغير إذاً ..؟
هل ستُخبرني إنك مُعجباً بي قبل حلول كانون الثاني ..؟
هل ستأخذني إلى هُناك ..؟
حيث سنجلس معاً ويُحيط بنا هواء مدينتنا البارد
لأتحدث ..
سأتحدث عنك كثيراً، كيف أراك وكيف هي ابتسامتك
ونظرتك الباسمة، سأُخبرك عن صوتك الأجش
كأنك تتحدث من تحت الماء ..
لا تستغرب هكذا وتُخبرني تبعاً للنظريات لا يوجد أصوات لنا تحت الماء
فصوتك يُرسلني إلى هُناك ..
سأشرح لك هذا فيما بعد ..
سأُخبرك أيضاً عن خُرافة ما لا أعرف هي حقاً خُرافة ام جائت من أين ..
ولكن أُمي أخبرتني قديماً
" أصحاب الكفوف الباردة، قلوبهم دافئة للغاية وينشرون الحُب في مُجتمعهم الشخصي "
وكُنت أُخبر نفسي في كُل فصل شتاء إني أحتاج إلى رجل كفه دافء ليحتضن كفي ..
ولكن، لا أريده صاحب قلب بارد ..!
لا اعرف اي نوع من الأشخاص انت ..
ولا كيف هي طباعك، وأشيائك المُفضلة ..
لا اعرف عنك شيئاً على الاطلاق .
ولا أعرف كيف ستسير الأمور ..
كل ما أعرفه إن الله قد خلقنا أرواح ..
وكان لي زميل قال لي ذات يوم ( لا تُحبي رجل روحك لم تذهب إليه ..)
تحوم حولي تلك المقطوعة التى تقول ( ياللي هواك جالي ولا كان على بالي )
أليس هذا كله يدُل علي ان هُناك راحة لروحك ..؟
يأخذني الهلال دوماً إلى قصتك ..
قصتك التى من المُمكن ان نُكملها معاً ..
يجعلني أبتسم الهلال، اظل أتتبعه لحين ان يكتمل ويصبح بدراً 
تلك الليالي الغامقة التى لم يظهر بها، تغيب انت وتصبح باهتاً
الله، يعلم عنك الكثير ..
فدوماً أُحدثه عما أشعر به نحوك ..
اللغة مع الله بالدعاء وأذكرك انا كثيراً 
حتى وإن لم يكن لنا قصة معاً، فأتمنى ان يرافقك تلك الدعوات لآخر العمر
عزيزي البعيد جداً ..
أعلم ان الخير سيحدث قريباً .