الأحد، 24 أبريل 2016

حقيبة خضراء


لا احتاج لساعة الحائط لمعرفة كم مر من الوقت
حتى إني فقد عدد الأيام التى غبت بها ورحلت
أعلم إني أكره الحسابات كثيراً ولا أحتفظ بالتواريخ
وإن لم تتذكر يوم عيد ميلادي لن أتضايق، ولكن إن توقفت عن مُراسلتي سأُصاب بالجنون .
على الأشياء الجميلة أن تأتي لتُزين حائط غُرفتي الأبيض وتستقر في الدائرة البيضاء التى تُذكرني بمكان ساعة الحائط الوردية ..
كم أشعر إني ساذجة كالأطفال في بداية دخولهم للمدرسة
أبكي وأُمسك بسُترتك وأختبئ وراء ظهرك خوفاً من الحياة، ومن الوقت، ومن الحُزن
لا ..
أنا أختبئ خلفك لأتفادى مُعلمة الوحدة التى تفتح ذراعيها لي وتبتسم وتضع أحمر الشفاه بنكهة التوت ..
أنا لا أُحب أحمر الشفاه، ولا أُحب التوت .
أحياناً أجدك مُبتسماً وتضمني لجانب صدرك، وتضع يدك على رأسي ..
أشعر حينها بالرغبة في النوم ..
وأحيانا أجدك تهرب، وتغلق باب شقتك بقوة ولا تسمع لدقات كفي النحيل على بابك القويّ ..
يجب أن لا أثق بوجودك كثيراً، أعلم أعلم .
أردد هذا كثيراً ..
بل إني أكتُبه على أطراف مُذكراتي، والكُتب العابرة التى أقرأها .
دوماً أتخلص من مشاعري بنفس الطريقة ..
بإهدارها هُنا وهُناك، بإستنزافها حتى تَجفْ .
ولكني أشعر الآن بالخواء ...
ماذا لو فقدت مشاعري ؟
وأصبحت نُسخة منك ..؟
لا تُبالي، لا تحزن، ولا تشعر بالسعادة
فقط صورة تتحرك وتتناول أقل ما يُكفيها من الطعام
ماذا لو تبدلت، وبهتت ألواني، وذهبت أبتسامتي مع الريح ؟
لا أكذب عليك، أنا أخاف .
من الإقتراب، من المسافات البعيدة
ومن دقات قلبي المُتسارعة، حين ظهورك، وحينما تكتُب لي .
او تنقش لي صورة بقلمك الرمادي الجاف ..
وتخلق لي عيوناً وردية، فقط لإني أُحب الزهور
وتقلب لي فنجان قهوتي، وتُخبرني إني أجلس مع شاب يُحبني كحُب النباتات للمطر ..
سأشتاق لضحكتي العالية إذا أختفيت ..
إذا أخذت في حقيبتك الخضراء كُل ما أمتلكه .
حينها لن أجد تذكرة سفر تأُخذني إليك
لأبقى معك ..
او لـ أأخذ كُل ما يَخُصني من حقيبتك، 
فقط، لأعود إلى نفسي .

الثلاثاء، 19 أبريل 2016

حبوب اكتئاب


أتذكر خيباتي بوضوح ..
لا تستغرب إني اتجاهل باقات الورد التي ترسلها لي في صباح الأربعاء عندما أذهب للعمل ..
ولا تظن إني اتجاهلك رسائلك قبل ان أذهب إلى النوم ..
دعني أخبرك عن هذا المغفل الذي رحل في صباح السبت ولم يخبرني من قبلها، رحل من دون أن يكتب لي ورقة رغم إن الأوراق كثيرة في حقيبة يدي، وهناك أقلام حبرية على طاولة الطعام .
ام أخبرك عن الذي يراسلني ويبتسم ويتهرب من البحث عن الطريق الذي من الممكن ان نتقابل به ..
قال لي صديقي إني أمنح الحب كالشمس التي تَمنح لنا الضوء ..
وامنح الكلمات، والمزيكا ..
ولا أستطيع الرقص وسط الناس ..
بل إني لا أستطيع الرقص، إلا وانا سعيدة .
أظن إني أفعل كل الاشياء الجميلة، فقط عندما أشعر بالسعادة .
لا تصيب بالذهول عندما أختم حديثي معك وأخبرك إن كل تلك الوعكات التي أحدثك عنها، خطرت في خيالي ..
أي إنها لا تمس الواقع على الإطلاق ..
ربما كانت حبوب الاكتئاب تجعلني أتوهم الأحداث، ربما أتوهم شخصيتي أيضا ..
وتبقى حقيقة واحدة وهي إني وحيدة .
كفنجان القهوة الذي فقد جميع عائلته في حادثة توتر يدي عندما جاء لي العريس الأول .
الحائط في غرفتي مصاب بالرطوبة، و يغير ألوان صوري، ولا أستطيع إيقافه ..
فصديقتي قد بهتت ألوانها، ربما لإنها ستختفي قريبا ..
والآخري قد أكل نصفها شبح الرطوبة، وتآكلت ضحكتي معها ..
هل هذا يعني إني سأفقد سعادتي ؟
وماذا عن احلامي اليقظة التي أشاهدها عندما أستمع للمزيكا التى أحبها .؟
تذكرني أنت بقصة فيلمي المفضل .
وأجد نفسي، أشبه البطلة كثيرا ..
ينقصني فقط فستان أحمر وصبغة شعر لتجعل لون شعري يبدو فاتحا ..
هل أذهب لقص شعري لمرة أخري ؟
هل ستستطيع ان تمسك بي قبل أن أغادر مدينتنك ..؟
انا لا أريد العودة ..
بل، لا أريد العودة وحدي مرة أخري .
فتعالا الآن .

الأحد، 17 أبريل 2016

ربيع يزهر في قلبي


تذكرتك البارحة، وعندما أتذكرك أشعر بالسوء ..
الشاي بالليمون لم يعد كافي .
لم يعُد كافي ليُشعرني بالراحة ..
رُغم إني قد غيرت مكان تناوله،
حتى المزيكا التى تُذكرني بآخر رسائلك ..
قد حفظت كلماتها، فأصبحت لا أشعر بك، عندما أسمعها ..
تلك هي الأشياء ..
تكرارها يفقدنا معناها ..
كان لي صديق يعشق المزيكا، ورُغم هذا لا يحتفظ بها
عندما سألته عن السبب ..
أخبرني إنه إذا أحتفظ بها، سيكرهها، وهو مُعلق بالمزيكا ..
ولا يرغب أن يعتاد على شيئ، فهي المُغامرة التى يحيا من أجلها في حياته ..
أشعر بالسوء حيال إختفائك، وظهورك الذي يُربكني،
رُغم إني تركت مُحاولاتي الخائبة في البحث عن أخبارك وصورك القديمة
قد هربت من الأماكن التى تُفضلها، وعصيرك المُنعش
كيف قد أحببتك في الماضي، وأنا لا أعلم ما هي وجبتك المُفضلة ؟
مُطربك المُفضل، وأي كلمات تُحبها .. ؟
وماذا ايضاً عن ذوقك في الأفلام، عن العروض التى تُحبها ..
لا .. تذكرت،
أنت كُنت تكره كُل هذا
وتلصق وراء إسمي ( مُغفلة ) .
فقط لإني، أُحِبْ الحياة ..
كُنت أبحث عن معاني الزهور، وأرعى نبات الريحان في ( بلكونة ) منزلنا
كُنت دوماً تُخبرني إني ( ضعيفة ) .
كجناح الفراشة المُزعج الذي يُدغدغ دوران أذُنيك
كم كرهت نفسي، حيال تواجدنا معاً في عرض للأوبرا ..
كُنت تهتم بثيابك، عطرك، وتسريحة شعرك ..
ولا تهتم بفستاني الأحمر القصير، أحمر الشفاه
او أن تمسك بكفي وتبتسم ..
كان كفي دوماً بارد .. بل، بارد وضعيف ..
 وينظر لكفك الضخم الجاف .
أتذكر عندما ألتقطت لنا صورة ونحن نُشاهد العرض
كانت أبتسامتك جامدة ومرسومة بعناية
وكانت عيناي شاردة، بعدما وخزتني بعظمة كَوْعُك
لا أُحب إلتقاط الصور، ولكن معك ..
كان يختلف كُل شيئ، وانت لا تفعل أي شيئ حتى أفعله معك .
أيُها الرجُل المعدني كما قرأت في قصيدة عابرة ..
رُغم كل ما كان يحدث ..
وكُل ما يُلاحقني الآن ..
هذا الغياب البارد كفصل الشتاء في العام الماضي ..
وهذا الربيع الذي مازال لم يرحل من قلبي ..
أشتاقك، كما كُنت في أحلامي ..
قبل أن نكون معاً .

وحيثما، نحن نفترق .

السبت، 16 أبريل 2016

حبيب غريب


انا لا أتحدث الأجنبية،
وعندما أجهل شيئا، أبحث عنه بنهم
فهل هذا يجعلني أبدو لك سخيفة ؟
إن كان نعم، فلا تحدثني في صباح اليوم التالي ..
وسأخبرهم إن لونك لا يتناسب مع لوني البنفسجي المحايد .
هناك نقطة أخرى تدور في عقلي، فقد فقدت قطتي الرمادية، فهي ذهبت من بوابة منزلنا، وانا مازالت أأخذ لها بقايا طعامي، وعندما اتذكر غيابها أتركه لصديقتها الأخرى .
لا أكذب عليك، تعلقت بها كثير
واخاف ان اتعلق بك مثلها، ومن ثم تختفي من دون وداع او إشارة ..
احيانا اجد ان ألواننا لا تصلح للإمتزاج، وإن امتزجت ستخلق لون جديد غريب، وربما مزعج .
لا أشعر إنني بخير،
فقط لإني أخاف أن أترك قلبي على الطاولة بعدما نتناول القهوة في صباح السبت ..
او ان يسقط قلبي في قالب الكعكة الذي أعده لك في صباح الجمعة من كل اسبوع .
ماذا لو تحدثنا كل يوم ؟
عن كل الأمور التافهة التي تخصك ..
ماذا لو أخرجت لك صندوقي السري، ونشاهده سويا ..؟
ماذا لو تشاركنا الحمية الغذائية معا .
ونقضي ليلة الخميس في التسكع وتناول الآيس كريم .
ماذا لو شاركتك جلسات الأصدقاء التى أحبها، وألتقطنا صورة معا نبدو فيها إننا أقرب ..
نبدو فيها حبيبين، غريبين، 
هل ترى إن تلك الخرافات تناسب وضعنا المزري ؟
وافكاري حيال علاقتنا الشفافة تتناسب مع تلك الظروف التى نمر بها
يبدو لي إنك سترحل، فقد تعبت .
ويبدو لورقة أحلامي الوردية إني أخطط ايضا للرحيل في الأعوام القريبة القادمة
أظن إننا يجب ان نظل غريبين ..
غريبين وفقط،
ربما لأظل أتحدث عنك بكل خير .

الثلاثاء، 12 أبريل 2016

عقارب الوقت


لا تنظر للساعة عندما تكون معي،
هذا يُشعرني بالقلق حيال تواجُدنا،، إن كُنت تشعر بالملل أُخبرني على الفور
أنا أعلم إن توضيح الأمور أحياناً يكون شاق علي المرء، ولكني أحترمها كثيراً
فكر في الأمر ..
إن كُنت لا تريد المحادثة لا تغلق الهاتف، او تنظر لكلامي ولا ترد
بل أرسل لي من جُملة واحدة " نتحدث في وقت لاحق "
أتذكر كيف تقابلنا ..
كيف كُنا أغراب وبيننا مسافات طويلة ..
كيف كانت أبتسامتك في بداية الأمر، رائعة ..
هل تتذكر مُحادثتنا الأولى ..؟
وكيف كُنا لا نشبه بعضنا على الإطلاق
وأخبرتني، هذا جيد للغاية ويدل إننا سنتوافق من اجل اختراق الجاذبية
وكسر تلك القواعد في التشابه والتماثل في العلاقات
كُنت مُميزاً، وأصبحت كطبق الفاصوليا الذي فسدت صلاحيته في ثلاجتي
تُشبه الدقيق انت في خِفتك، وتركك لأثر صعب أن يزول من على البشرة بسهولة
الجميع يرتبون أولوياتهم في الحياة، يجدون الصداقة وينظرون لها أكنها كُل شيئ ..
ثم يأتي الحُب فيبعثر الأوراق، فيصبح فوق كُل شيئ
وإن كُنت صديق جيد ستصمت .
أصبحت أتناول القهوة وحدي ..
وأذهب لرؤية أصدقائنا وحدي .
وأظن إني سأُكمل ما تبقى لي هكذا، 
هل أُخبرك على شيئ، أنا لا أريد أن أُخبرهم
أنا أصبحت لا أُريد وجودهم، بعدما نتحدث
أتركني أنت أيضاً وشأني، حِل عن أفكاري
سأعود لدائرة العمل، وسأجد الأصدقاء الفارغون، لأجلس بجوارهم عندما أُصاب بالملل
سأُضيع نصف وقتي على المقاهي، وقراء الكُتب كُل شهر
سأبحث عن مزيكا جديدة ..
وأؤلف قصة فيلم، تكون أنت بطله ..
فقط، لأبتسم، او ليمُر الوقت من دون أن أنظر لساعتك .

الأحد، 10 أبريل 2016

حالة شاردة


لا بالمسافات، ولا بكُتر اللقا ..
ومش لازم البعيد عن العين بعيد عن القلب، مش كُل الناس شبه بعض ..
كُل اللي فارقناهم بيرجعوا، وبيوجعونا من تاني، وبننبسط لظهورهم المُفاجئ
بس زي مابيقولوا ديماً ( بيجوا وقت ما نكون إحنا بطلنا نستناهم، وبدأنا نلاقي شغف تاني )
ومقصدش بالشغف التاني اللي هو شخص تاني إطلاقاً ..
انا مؤمنة جداً بإننا لازم نشبع حُزن
ونلاقي نفسنا من جديد، إحنا بنتغير بعد كُل مرحلة
لازم تلاقي روحك وتعرف إنت بقيت ازاي، عشان وقت ما تصادف الموجة التانية
تبقى درعاتك قادرة على العُوم، فمتغرقش ..
او تمشي ورا النداهة .
المزيكا، وريحة الهوا، وهوا البَحر بليل
وإسكندرية اللي مليانة سَمك 
دي حاجات تُخص الناس اللي بتحب المدينة، وبتحب تفاصيل بتبسطها، وانا منهم ..
الناس الجديدة، والناس الغريبة اللي مببقاش عارف تصنفهم
بيمنحونا وقت لطيف من السعادة او ( حالة من السعادة )
كونك هوائي، او تُرابي او حتى ناري
فأنت ليك حاجاتك اللي تخُصك والناس اللي مشاركينك قانون الجذب
فأنت ديماً مشدود ليهم، وهما مشدودين ليك
جواكوا طاقة أقوى منكوا قادرة تخليكوا سوا
وتعمل زي ساحرات الكارتون بالعصايا السحرية، وتخلي نجوم تلف حواليكوا
فتحس وأكنك في حِلم، بس كُل حاجة بتنتهي مع بداية اليوم الجديد
ده يخلينا نقيم الحاجات والاشخاص وحتى المكانات اللي بتختارها، ولو مدورناش عليها، عشان نكمل يومنا الجديد بيها، يبقى احنا معندناش الطاقة اللي بتحركنا للسعادة او المزج مع الحاجة دي ..
وساعتها أحب أقولك سيب الحاجة دي ودور على غيرها عشان متضيعش وقت وطاقة على الفاضي .

بداية العشرينات


أنا عالقة في المُنتصف،
يخبرُني عُمري إني قد نَضجت، 
ولا يُمكنني التحرر من هذا ..
بينما أنا لا أُريد هذا اللقب .
لو كانت لي ساحرة كـسندريلا الساذجة، تُتحقق لي أُمنيتي المُستحيلة ..
تجعلني أعود ..
حيثُ كُنت مع أصدقائي نلهو، ونلعب في المساحات الخضراء
نذهب للمدرسة، من دون إكمال الواجبات
لو إنني أعود ..
لتسكُعي في الشوارع ساعات المطر،
عندما كُنا ثلاث فتيات مرحات، يحلمون بفارس الأحلام الذي لا يأتي
ويبتسمون للمارة، ويتناولون الآيس كريم في سعادة .
أين ذهبت سعادتي ؟
لقد تحققت أُمنيتي يا أُمي الآن، وأصبحت فتاة كبيرة وأخاف الموت .
أصبحت كأوراق الشجر في الخريف
أتساقط وأدور لحين أن اصطدم بالأرض، فأشعر حينها إني هُنا
قد فعلت الكثير والكثير، من تلك الأحلام الحبرية التى رغبت في إكتشافها
ولم يتبقى سوى البحث من جديد، عن أشياء أُخرى تخلق لي شغف المُغامرة والبحث عن هَويتي ..
ولكن، انا أستطيع البحث، عما أبحث وسط هذا العالم ..؟
أبحث عن الحُب ؟
ام عن الأب الضال الذي سأُنجب منه ابنتي الحالمة ..؟
فهذه هي رغبات من أجتمع بهم، هذا هو حديثهم
كيف سأُصفف شعري، وماذا سأرتدي، وأي فُستان سأختار
هل سأضع حجاب رأس في زفافي، ام سأتزوج من رجل يجعلني أظهر كما أبدو الأن
لأضع التاج الصغير في مُنتصف شعري وأتركه بُحرية يطير في الهواء لأول مرة ..
وماذا سأُسمي مولودي الأول، هل هي بنت أم ولد .. عن ماذا أحلم ؟
أخ، كم هي أحلام لطيفة 
ولكن هذا ليس وقتها، هُناك الكثير يجب أن نبحث عنه
حتى نبني الجدار الوردي الذي نستند عليه، فنشعر بالهواء
ماذا لو نُفكر في زيارة بلد أُخرى، قارة أُخرى
او أن نصنع فيلماً، او ندون كتاب مرسوم
نتعلم لُغة جديدة، ونُغني ..
او نتحدث مع شخصاً غريب، وتجعله يكتُب لك في دفتر مُدوناتك
او أن تستقل، تبحث عن طعام وشقة وعمل .. 
بل; وشيئ جديد تتعلمه
وتشعر بالتعب الشديد، وتحتاج لشخص يُشاركك العشاء وكوب الشاي ..
فتُقرر حينها في شريكة لحياتك وليست عروس .
أنا متورطة في العشرين،،
وترعبني فكرة النضوج، 
كُلما أتذكرها، أشعر بالغثيان
فلا يُعجبني هذا العالم، فـأين نُقطة الخروج ..؟

السبت، 9 أبريل 2016

شجرة سوداء


لا تتوقف لتلتقط لي صورة في الطريق تنظر لها عندما تشتاق لي
بل أطلب مني أن نتقابل ..
إن الصور تجعل روحي تموت، وانا لن أكون صاحبة وجه صامت في صورة أبتسم بها
اللوحة التى ألونها لك وجدت منها الكثير في الشوارع،
هذا جعلني أتوقف عن إكمالها، فأنا لا أُحب التشابه
ولا أُحب أن أُهديك ألوان تكررت عند شخص آخر، او نقشة تتشابه في حائط لا يخُصك
لم أتخلص من فناجين القهوة وقوالب الشيكولاته رُغم تحذيرات الطبيب لي
وأمضي وقتي في غُرفتي، او أمام التلفاز
أظُن إن نظري قد ضعف مرة أُخري، وسأرتدي نظارتي الحمراء من جديد، هل تتذكرها ؟
أصبح صوتي أقوى، لا أرتجف وانا أقرأ حتى وإن كانت الكتابة لك .
أعلم إننا لم نمتزج، ولم نُنجب أطفالاً كما كُنت أظُن
أظن إني بحاجة لزيارة طبيب نفسي يُخلصني من تلك الهواجس التى تُطاردني
أنا أُحب الغناء،،
وإن أحببتك سأُغني لك
أشعر بالتوتر حيال كتاباتي،
اكتب لك من وسط الأوراق
اعلم إن الكتابة فعل فادح، ولكنه مُريح
كالوقوف على سطح منزل جدتك التى كُنت تلعب فيه وانت صغير
فيبعثر الهواء شعرك، ويملأ رئتيك بهدوء، فتشعر إنك خفيف للغاية
أُحب الفراشات لإنها لا تُحلق بعيداً، وهادئة ومُفعمة بالألوان ..
أُحبها رُغم إني لا أُشبهها، أشعر إني كشجرة سوداء في منزل مهجور، قد صدأ حديد بوابته
ولكن الشجرة سعيدة، لإنها مازالت هُنا ويبتسم لها السائرون، ويلتقطون لها الكثير من الصور
فهي تُشعرهم بالثبات، الأستقرار، والأوقات السعيدة التي قد مضت ..
كما إنها قادرة على إمتصاص الطاقات السلبية من حولها، لهذا قد تغير لونها، ولكنها رُغم هذا  تَلمع كالنجوم في بحر السماء السوداء .
الاشياء لن تتكرر، 
أنا رُمادية وساذجة
أحتاج لهدوئك، والحديث معك
حتى وإن كان بلا معني، حتى وإن كُنت ستُخبرني عن أصدقائك المُملين
او عن تجربتك لكوب الشاي الخالي من السُكر
لا تُحبني لإني أكتُب، ولإني أهذي بالكلمات
وأضحك بقوة عندما أشعر بالبهجة
ولا أستطيع تناول الطعام إن كُنت سعيدة
وإني لا أستطيع أستخدام المكواة وأُخبرك بهذا وأنا أضحك، فتظن إني أمزح
ولإني أُجيد قَصْ الحكايات في منتصف النهار، وقبل النوم
وإني أُجيد صُنع الحلويات والمعكرونة
خُذ بيدي لتعرف كُل ما أخاف حدوثه معي
وأمشي معي في هذا الطريق المُظلم، الذي أخشي المرور من أمامه
حتى أتغلب على هذا الخوف
فأشعر بالأمان، فنظل معاً
ولكن، مالداعي لإن تُحبني إن كُنت سترحل ..؟

الخميس، 7 أبريل 2016

مسرح ظل يُشبهنا


لا تمر على شريط الأحلام، فأنا لا أملك سواها
لا تلوثها، بهذا الظلال الذي تضيفه، 
فكُل ظل آراه عندما تشتد حرارة الشمس يُذكرني بك ..
او بتواجدنا معاً .
مسرح الظل الذي أحاول تطبيقه في عملي، يجعلني أجعل الأبطال تُشبهنا
خلف الشاشة البيضاء ..
نبدو كالظل، الذي لا نستطيع لمسه
فقط نُشاهده ونستمتع به
وانا أمرأة تؤمن بالأبدية ..
كأبدية الحُب، ودوام الصداقة ..
ولا أؤمن أن الحُب يموت، بل أشخاصه فقط هي التى تُفنى
فيصبح الحُب كحفظ للماء في كفك، وأنت تعتقد إنها لن تتسرسب منه، كالأبله .
فقط، لإن من تُحبه، يتحرك ويملك وجهه، فنحاول عَبثاً تجاهل إن روحه، او قلبه قد فارقوه ..
تناول الماء قبل النوم، أنظر للنجوم عندما تقف في الشباك او ( البلكونة ) إن كُنت تملكها في منزلك ..
بل وتفقد وجه القهوة قبل أن تتناوله ..
هاتف صَديقك المُقرب قبل أن تنام، حدثه عني ..
ليُخبرك إننا نُشبه بعضنا كثيراً، ويجب أن نخرج من خلف الشاشة البيضاء ..
يجب أن تُمسك كفي، وتبتسم ..
ليُصفق الجمهور لنا، بقوة .
سأرتدي فُستان وردي يُشبهني في المرة القادمة، وسأضع تاجاً فوق رأسي
وأحمر الشفاه، لن أتركه على الطاولة قبل أن أخرُج .
سأُشبه أميرات ( ديزني ) .
كتلك القصة التي نُمثلها للأطفال .
أتمنى أن تُشبه أمير قصتي هذه ..
وتخرج معي، لأُشاور عليك ..
ويعلم الجميع إنه أنت صاحب الصوت الذي أُحبه .

الاثنين، 4 أبريل 2016

حقيبة بلاستيكية قوية


هذه نصوص مُهترئة من العام الماضي، تُشبه لفُستاني الأحمر، الذي أحببته ولم أحصل عليه
لإنه قصير، قصير ويكشف الكثير من الذي لا يتناسب مع حجابي ..
هذه أيضاً بقايا قهوة من العام الماضي، تعفنت على ما أظُن، لإني أمتنعت عن تناولها مُنذ الخريف الماضي، فقد أصبحت وحيدة والقهوة تجعلني أشعر بالدفء المؤقت، وانا لا أُحب اللحظات التى ستنتهي فور إنتهائي منها .
هذا العام قد مضى ..
أخذ مني الكثير، سَحب مني ألواني، كـهذا الطبيب الذي أكرهه الذي يسحب مني عينة دم
ليعرف كيف أصبحت نسبة  ( الهيموجلوبين ) تبعاً لتعليمات طبيبة التغذية ..
أكرهه أكثر من الرجل الطويل النحيل، الذي أُخبئه في جراب مَحفظتي البنفسجية ..
هذا الطبيب الأحمق الذي مازال يُخبرني إني كالأطفال ويجب أن يضحك عليّ بكُرات الحلوي الملونة، حتى لا أشعر بوخز الإبرة وأصرخ في وجهه .
لم يبقى في خزانتي سوى الأبيض، فأنا لا أُحب الأسود، وأكره الرمادي، أكثر من كراهيتي لرماد السجائر الذي ان يتركه أبي في أرضية ( البلكونة) .
فالرمادي يُذكرني برائحة الدُخان، وحريق منزل جارتي التى تفحمت، وأخبرني زوجها إنها أصبحت ككرات اللحم اللذيذ، وأخذ إبنه يُردد هذا على سلم منزلنا الصغير وهو يبكي ..
كُنت أجلس بجواره، وأبكي، أبكي كثيراً ..
لا أعلم هل أنا حقاً أبكي على جارتي هذه، ولا على بُكاء الطفل، ولا على الخوف ..؟
الخوف من الفقد، الخوف من فقد ( أُمي ) بالتحديد .
تُشبه الرجال بعضها كثيراً، مهما أختلفوا في الأذواق ..
أذواق النساء، الملابس، او حتى قَصات الشعر ..
فهم يندرجون تحت جنس واحد في البطاقة .
ولكني أعلم، إن من سأقع في حُبه، سيكون مُختلفاً
عن هذا الشبح الذي يُطاردني، 
ويكون مثل هذا الذي لم أنسى ملامح وجهه مُنذُ إن كُنت صغيرة .
بُرجي الهوائي يجعلني أشعر بالضعف الذي تَشعُر به زهرتي الحمراء عند هبوب الرياح على مدينتنا ..
يجعلني أشعر إني سأصطدم بحقيبة بلاستيكية شفافة، لأختبئ بها .
حقيبة قوية، تستطيع حمايتي، والحِفاظ عليّ
فليس من السهل على الإطلاق، الوقوع في حُب رجل عابر
ولكن ليس من الصعب إيجاده ايضاً .

تنين أزرق


لا أشعر إني بخير ..،،
مازلت أُصيب بألم في المعدة عندما أُصاب بالتوتر
واتناول المعجنات والسكاكر قبل أن أذهب للنوم 
لدي الكثير من الدفاتر الجديدة، ولكنها لا تحثني سوى على الخربشة عليها بأقلامي الحبرية
ليس لدي مُتسع من الوقت، لأُهاتف أبي، او صديقي القديم
ليس لدي في حقيبتني وجبة إضافية للقطة الرمادية المريضة التى تقف هُناك كُل مساء
أترقب عملية التنفس، ويشعرني هذا بالإرتباك
أرغب بتناول القهوة، ولكن مع من سأتناولها ؟
لا أُحب أن أفعل الأفكار التى توحي لي بعد مُنتصف الليل وانا وَحدي .
لا أُحب النغمة التى أسمعها عندما يَطلبني شخصاً على هاتفي الخاص
تلك الفكرة، والهاتف، والمكالمات .. لا أُحبها .
لو كانت الأماني الخيالية تتحقق، لتمنيت ( التنين الأزرق ) 
ليُرافقني، في ليلة كهذه، لينظر لي ويبتسم، وأجعله يتناول معي السوداني بالشيكولاته
وأُعد له، بسكويت القهوة، او بسكويت الشيكولاته، وأنقش عليه قلب ..
كان سيجلس بجوار سَريري، لأنام .
سيكون مستمع جيد، وانا أُفكر في القصة التى سأعدها في مشروعي القادم 
سأُقصها عليه، وأتخيل إنه يتفهم ما أقول، سَيغمض عينه في سلام كـقطتي الذهبية
سينام، وأضربه ..
سأُخبره إنه يجب ان يظل مُستيقظاً لأنام أنا، وسيفعل .
كنت سأبدو سعيدة حينها ..
أتمني أن تكون مثل تنيني الأزرق الذي أحلم به، او كوسادتي الوردية التى تحتضنني في المساء
او كشباك غُرفتي الأبيض، الذي يبعث لي ضوء الشمس في الصباح، وصوت أبنة جارتي الجميلة عندما تَعود من المدرسة لتُتنادي على صديقتها ( ياسمين ) .
أُحب أن تُناديها كثيراً، حتى أسمعها، قبل أن أسمع حديثهم عن الواجبات، وأوراق الرسم والتلوين
أنا أُحب الأطفال، وأُحب النجوم والسماء
وتلك الكواكب، التى أجمع لها الكثير من الصور
فأنا لا أستطيع الحصول عليها ..
وأجمع العملات و النغمات الشاردة
ولكن كُل هذا لا يزيد على شعور التوتر وألم المعدة الذي أشعر به الآن ..
او على تلك الفكرة في إمتلاك تنين أزرق .