الأحد، 24 أبريل 2016

حقيبة خضراء


لا احتاج لساعة الحائط لمعرفة كم مر من الوقت
حتى إني فقد عدد الأيام التى غبت بها ورحلت
أعلم إني أكره الحسابات كثيراً ولا أحتفظ بالتواريخ
وإن لم تتذكر يوم عيد ميلادي لن أتضايق، ولكن إن توقفت عن مُراسلتي سأُصاب بالجنون .
على الأشياء الجميلة أن تأتي لتُزين حائط غُرفتي الأبيض وتستقر في الدائرة البيضاء التى تُذكرني بمكان ساعة الحائط الوردية ..
كم أشعر إني ساذجة كالأطفال في بداية دخولهم للمدرسة
أبكي وأُمسك بسُترتك وأختبئ وراء ظهرك خوفاً من الحياة، ومن الوقت، ومن الحُزن
لا ..
أنا أختبئ خلفك لأتفادى مُعلمة الوحدة التى تفتح ذراعيها لي وتبتسم وتضع أحمر الشفاه بنكهة التوت ..
أنا لا أُحب أحمر الشفاه، ولا أُحب التوت .
أحياناً أجدك مُبتسماً وتضمني لجانب صدرك، وتضع يدك على رأسي ..
أشعر حينها بالرغبة في النوم ..
وأحيانا أجدك تهرب، وتغلق باب شقتك بقوة ولا تسمع لدقات كفي النحيل على بابك القويّ ..
يجب أن لا أثق بوجودك كثيراً، أعلم أعلم .
أردد هذا كثيراً ..
بل إني أكتُبه على أطراف مُذكراتي، والكُتب العابرة التى أقرأها .
دوماً أتخلص من مشاعري بنفس الطريقة ..
بإهدارها هُنا وهُناك، بإستنزافها حتى تَجفْ .
ولكني أشعر الآن بالخواء ...
ماذا لو فقدت مشاعري ؟
وأصبحت نُسخة منك ..؟
لا تُبالي، لا تحزن، ولا تشعر بالسعادة
فقط صورة تتحرك وتتناول أقل ما يُكفيها من الطعام
ماذا لو تبدلت، وبهتت ألواني، وذهبت أبتسامتي مع الريح ؟
لا أكذب عليك، أنا أخاف .
من الإقتراب، من المسافات البعيدة
ومن دقات قلبي المُتسارعة، حين ظهورك، وحينما تكتُب لي .
او تنقش لي صورة بقلمك الرمادي الجاف ..
وتخلق لي عيوناً وردية، فقط لإني أُحب الزهور
وتقلب لي فنجان قهوتي، وتُخبرني إني أجلس مع شاب يُحبني كحُب النباتات للمطر ..
سأشتاق لضحكتي العالية إذا أختفيت ..
إذا أخذت في حقيبتك الخضراء كُل ما أمتلكه .
حينها لن أجد تذكرة سفر تأُخذني إليك
لأبقى معك ..
او لـ أأخذ كُل ما يَخُصني من حقيبتك، 
فقط، لأعود إلى نفسي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق