هذه نصوص مُهترئة من العام الماضي، تُشبه لفُستاني الأحمر، الذي أحببته ولم أحصل عليه
لإنه قصير، قصير ويكشف الكثير من الذي لا يتناسب مع حجابي ..
هذه أيضاً بقايا قهوة من العام الماضي، تعفنت على ما أظُن، لإني أمتنعت عن تناولها مُنذ الخريف الماضي، فقد أصبحت وحيدة والقهوة تجعلني أشعر بالدفء المؤقت، وانا لا أُحب اللحظات التى ستنتهي فور إنتهائي منها .
هذا العام قد مضى ..
أخذ مني الكثير، سَحب مني ألواني، كـهذا الطبيب الذي أكرهه الذي يسحب مني عينة دم
ليعرف كيف أصبحت نسبة ( الهيموجلوبين ) تبعاً لتعليمات طبيبة التغذية ..
أكرهه أكثر من الرجل الطويل النحيل، الذي أُخبئه في جراب مَحفظتي البنفسجية ..
هذا الطبيب الأحمق الذي مازال يُخبرني إني كالأطفال ويجب أن يضحك عليّ بكُرات الحلوي الملونة، حتى لا أشعر بوخز الإبرة وأصرخ في وجهه .
لم يبقى في خزانتي سوى الأبيض، فأنا لا أُحب الأسود، وأكره الرمادي، أكثر من كراهيتي لرماد السجائر الذي ان يتركه أبي في أرضية ( البلكونة) .
فالرمادي يُذكرني برائحة الدُخان، وحريق منزل جارتي التى تفحمت، وأخبرني زوجها إنها أصبحت ككرات اللحم اللذيذ، وأخذ إبنه يُردد هذا على سلم منزلنا الصغير وهو يبكي ..
كُنت أجلس بجواره، وأبكي، أبكي كثيراً ..
لا أعلم هل أنا حقاً أبكي على جارتي هذه، ولا على بُكاء الطفل، ولا على الخوف ..؟
الخوف من الفقد، الخوف من فقد ( أُمي ) بالتحديد .
تُشبه الرجال بعضها كثيراً، مهما أختلفوا في الأذواق ..
أذواق النساء، الملابس، او حتى قَصات الشعر ..
فهم يندرجون تحت جنس واحد في البطاقة .
ولكني أعلم، إن من سأقع في حُبه، سيكون مُختلفاً
عن هذا الشبح الذي يُطاردني،
ويكون مثل هذا الذي لم أنسى ملامح وجهه مُنذُ إن كُنت صغيرة .
بُرجي الهوائي يجعلني أشعر بالضعف الذي تَشعُر به زهرتي الحمراء عند هبوب الرياح على مدينتنا ..
يجعلني أشعر إني سأصطدم بحقيبة بلاستيكية شفافة، لأختبئ بها .
حقيبة قوية، تستطيع حمايتي، والحِفاظ عليّ
فليس من السهل على الإطلاق، الوقوع في حُب رجل عابر
ولكن ليس من الصعب إيجاده ايضاً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق