السبت، 10 ديسمبر 2016

قهوة رديئة

انا لم اتعلم شيء حتي الان، كما تقول أمي، فأمي دوماً على صواب.
انا لست جميلة.
ولكني مرحة للحد الذي يخيفك، فروحي خفيفة.
اخف من نسمة الهواء التي تمر على وجهك في الصيف.
انا اجيد صنع القهوة الرديئة.
لا تستعجب، فالقهوة دوماً اختيار بشعاً .
ولكنها تناسب الرمادية في روحك، ما رأيك ان تشاركني فنجان أسود؟
ونسمع معاً مقطوعة حزينة؟
انا افشل، وكُل ما اتحمس من اجله يذوب.
يذوب اسرع من ذوبان الفوار في الماء .
انا وحيدة .
وحيدة وبشعة وضعيفة.
لو كنت اقوي لذهبت الآن ..
اتسكع في الشوارع، ازور جدي، او اجلس على هذا الرصيف الجاف.
ربما هاتفتك واخبرتك اني وحيدة لتخبرني انك معي ..
لكنك دوماً بعيد عن بشاعة عالمي.
فهو في نظرك يشبه الكرة الملونة التي تخص الساحرات، وانا لا اريد ان ادمر لك خيالك، فانت لديك ما يكفي من الرماد في حياتك ..
أأخبرك سراً ؟
انا اؤمن ان هناك شخص تستطيع مشاركة الرماد معه فيصبح لعبة، كنفخ الدقيق وانت تصنع كعكة حُب او عيد ميلاد .
انت لست هذا الشخص ...
ولكن معك انا انسى الرماد
انسى اني وحيدة ..
وإني بشعة ..
واني اشعر بالبرد والخوف كتلك القطة السوداء التي تجلس على طرف معطفي .

الجمعة، 9 ديسمبر 2016

ليالي ديسمبر الباردة

انا اتعلق بالاشياء..
حذائي، حجابي..
وقلادتي الفضية..
وتلك الاسوارة التي تحمل انت نصفها الآخر، انظر لها اذا شعرت بالقلق فاطمئن انك مازلت هُنا، فأنا انام بها كُل ليلة.
ان الشتاء لا يظهر حقيقة الحُب، فهو يهدي لنا الحنين، والوهم.
يجعلك تتعلق باي شيء يجلب لك الدفء.
ككوب الشيكولاته الساخنة وانت غير مبالي بزيادة وزنك، كالمعطف القديم الذي تحبه فجأة، لانه سيحميك من المطر، وحِمل المظلة المزعجة حتي لا يفسد شعرك.
كل فصل في العام له شيء خاص به.
والشتاء يجلب معه الكثير من الخوف
كشعورك بالوحدة، البرد، او الحُب القوي
وحينما تصفى السماء، وتجف الشوارع..
ستزول الوحدة، والبرد، وتتفتح الازهار..
سترتدي الالوان وتجعل جلدك يري الضوء، ويتقلب في الماء، ستضحك وتلتقط الكثير من الصور
سترتدي حذاء صيفي جميل، او - شبشب - قرمزي.
ستعود لاصدقائك.
ويبقي الحُب،
هنا حينها ستعرف
هل كان الشتاء يجلب لك الحنين، ام انه احبك وترك لك الحب والدفء طوال العام.

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016

قلب أحمر


الحُب ليس لديه أرجل طويلة ليركض خلفنا سريعاً، 
ليس لديه ذراعان وقلب أخضر، كالنبات ..
الحُب هو شيئاً جامد .. 
قد لصق على قلبنا لحظة الولادة ..
شيئاً جامد وخَشن، يتحرك شيئاً فشيئاً عندما تُقابل أحدهم ..
فيذوب ..
يذوب ويترك لونه الأحمر داخل قلبك 
فيدّق، فتشعر بكُل شيء
فتحيا ..
فتتمسك به حتى لا يتوقف قلبك عن الدق او الضخ .

رسم : حسن هداية

الأربعاء، 31 أغسطس 2016

عين تُشبه عيني


كنت سأبدو قبيحة في عين نفسي.. 
ان تركت كفك، كان عيني ستزبل من الحزن.. 
وتُحاط بهالة سوداء.. 
كان كفي سيتدلى لإن ليس هناك ما يحمله.. 
دوماً معك أحمل قلبي، وانا اجري مهرولة ورائك.. 
وسط المحطات وبين ذراعي النساء الملونات.. 
انت تضحك وتبكي ويذهب عقلك.. 
وتخبر احداهما انك تحبها وتدفس رأسك بين نهديها وانا انظر لك من الخارج، فهناك رجل ضخم يمنعني من ملاحقتك.. 
انا دوماً أركض.. 
اجلس على الطريق وابكي.. 
المطر يتساقط ولا اشعر به، وحينما تخرج مترنحاً ..
اقف مسرعة، هل امسك كفك واحتضنك حتى المنزل؟
لا تستحق، كُل هذا الحُب يا حبيبي. 
اسرع خطواتي فآرى ظلك يحتضن وجودي.. 
تضع يدك علي كتفي الذي هلك من حملي لك. 
- حبيبتي، حمدلله إنك هُنا. 
ابتسم عندما ترمي حملك علي.. 
فأمسكك ونسير معاً إلى المنزل من جديد.. 
نبتعد.. 
عن كُل هذا الضجيج واركز مع صوتك الملعثم وهمهماتك وكفك البارد دوماً.. 
واتذكر إنك معي هُنا.. 
معي انا وفقط. 

كتابة: ياسمين الكمشوشي
رسم : تقى عسل

الاثنين، 29 أغسطس 2016

قُبلة وداع


لم تكن قُبلة الوداع كافية لتقول لي لا بأس كل شيء سيكون بخير ..
كان ينقصني ان اصفعك على قلبك مرات عديدة، عسى ان يشعر قلبك بالوجع ..
كان كفي قد قُطع ..
واختفت ذراعيك التي كانت دوماً تحتضني في اوقات البرد.. 
وساحت عينيك من هطول المطر.. 
انت تذوب وتتراكم على جدار قلبي، حتى إني اشعر إني ثقيلة، ولا استطيع مد كفي نحوك
فكفي لا اجده، وكَتفَك اصبح لا يستطيع تحمُلي .
فقُف عن التنفس، لترقد كتلك السمكة على الطاولة ليلتهمك شخص جائع ويبتلعك بعيداً عني.

الأحد، 28 أغسطس 2016

هواجس ديسمبر


امام سريري تجلس الاوراق صفوفاً، تذكرني بالكتابة وبالأفكار المجنونة التي تأتي لي على النافذة كُل مساء.. 
دفتر يومياتي اصبح جافاً، لا يستطيع الخبر خدش حروف عليه.. 
وديسمبر يقترب، وهذا يعني ان اتخلص من كُل تلك الهواجس لأستعد لهواجس اخرى اكبر من تلك ..
تنسحب البنات، واحدة تلو الآخرى، خلف مرآية سحرية، ينسحبون مبتسمات.. 
انظر لهم حتى يختفوا تماماً.. 
انت على الصف الآخر تترقبني وتغمض عينك بهدوء كحركة قطتي الودودة، فأبتسم لك واغمض عيني كما افعل معها دوماً..
ابحث عن قصة ابي بين الاوراق، عساها تكون قوية لدرجة كافية لأعدها بطريقة اخرى تناسب عقلي الآن..
انا اكتُب لك عن نفسي دوماً، لتعرفني اكثر.. 
لتبادلني هذا الحديث عنك.. 
فانا احب اللون الواضح .
انا الآن لا اعرف.. 
هل ستعرف ما انا عليه؟
لكن، إن حدث واختلف طريقك لمرة آخرى، لن احزن.
فالشخص لا يصاب بالحرق مرتين من نفس الشعلة. 
كما انك لو تركت يدي، سأعرف انك لم تعرفني بعد
وهذا جميل. 
فليس هناك شخص في العالم يُحب ان يتواجد مع شخص لا يعرفه .. 
ولكن .. لا اظن ان هذا سيحدث.
لن اكرر القصص، ولن تتشابه علاقتنا بالسابق
انا لا احب ان اسير في الطريق مرتين.. 
انا الآن سأكتب عن قصة جديدة.. 
تُشبهنا ولا تتحدث عما كانوا معاً في السابق.

السبت، 20 أغسطس 2016

هواجس


عقلي لا يستوعب كُل ماحدث .
كل شيئ وقف في مكانه، في لحظة ثبات مُملة
انت تختفي كالسراب مرة أُخرى، هذا كُله يجعلني أُصدق عقلي ..
أُصدق كُل تلك الهواجس، التى تزورني كُل ليلة
تلك الأصوات التي تهمس لي، لا تُصدقيه فهو لا يُحب البقاء ..
ولا يُحبك وحدك .
هو رجل بقلب حجر، والحجر لا يُحب مثلك .
هو لا يُحب صوتك، أحاديثك المُملة، وفلسفتك الفارغة ..
هناك صوت يُخبرني إنك تُحبيه، تُحبيه كثيراً ..
والحُب يأخذ من لونك الأخضر، وانا لا أُريد أن أذبل .
هناك لحظات من المُمكن أن تتنازل عن كُل ما تُحبه، لتأخذ أكثر ما تُحبه .
وتكتفي به .
ولكن معك الموضوع سيختلف كثيراً، فأنت ستأخذ روحي، وسترحل ..
 فكيف سأعيش حينها انا مرة أُخرى وحدي ..؟
انا الآن أُدرك تماماً، ان المُحاولة في ماضي قد أنتهي
ماهي إلا تذوق الوجع لمرة أُخرى .
ولكن هُناك الكثير من الحلوى في الدكاكين، سأتناول كثيراً
وأقلب فنجان القهوة، وأُحلق، في السماء من جديد .
بدونك مرة أُخرى .

الجمعة، 5 أغسطس 2016

ذكريات وردية


أجلس الآن أقرأ تلك الرسائل التى تبادلناها في وقت سابق، كيف كنت سعيدة حينها، وكيف كنت أحبك .
انا لا أريد التفكير في علاقتنا وحدي، حتى لا أبتعد او أنسحب من طاولة الحديث التى نجلس عليها كل حين .
أنا أشعر بالحب، عندما نتحدث ..
حينها فقط، انسى واتناسى ما مضى ..
و أبحث عن تلك الذكريات الوردية لأشاركها معك ونبتسم، او تدمع عيني لإنها أنتهت، او ربما تدمع لإننا نتحدث الآن معا .
انا التى فعلا تحبك رغم كل المساوئ التى تحملها بداخلك، ورغم كل ما مضى ..
انا أريد أن أبكي .
أبكي وأهرول بعيدا ..
وأتركك وحيدا على الطاولة ..
أنا أكذب .
أنا لا أستطيع فعل هذا على الإطلاق
انا ضعيفة، وأحبك ..
أحبك كثيرا، أيها الوغد .
أنا لا أريد التحدث عن كل ما حدث
انا فقط أرغب في أن تضمني، وتخبرني إنك مازلت تشتاق لي وتحبني .. كثيرا .

الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

أغسطس


في تلك اللحظة تحديدا،،
أعترف إني أخاف .
أخاف ان يفقدني العمر ولا يلتفت إلي ..
وأخاف كالعصفور الصغير الذي انقلب بيته رأسا على عقب، وقد أكل أمه الطائر الكبير الضخم .
أنتظر كل يوم الشروق ليبعث لي يوما ربما اجد فيه ضالتي التي أبحث عنها ..
وأنتظره .
هذا الذي فقدت هويته ..
هذا الأمل العبثي الذي يجعلني أبتسم كل صباح محاولة لتطبيق جملة " بكرة أحلى "
أرغب بتساقط الأمطار الآن، فقط لأغسل قلبي، وأشعر بالبرودة فأطرافي فأبحث عن معطفي البنفسجي وأتناول الكاكاو امام المدفئة وأنام وانا احتضن هذا الكتاب لأنيس منصور، الذي جاء يوم رأس السنة ومعه علبة بن .
ولكن نحن مازلنا في أغسطس،،
ولا وجود للبرد والقهوة والحب .

السبت، 23 يوليو 2016

كعكة الزبادي بالفراولة


انا أصنع كعكة الزبادي بالفراولة،
هل لك ان تشاركني في تناولها هذا المساء ..؟
أنا أعد الشاي بشكل جيد، وتختار انت المزيكا، فأنا أحب ذوقك .
ماذا لو جلسنا معا، نثرثر وجها لوجه ..؟
بدلا من كتابة الرسائل .
أحدثك عن العمل الذي أحب، وعن حميتي الغذائية الجديدة .
وتخبرني عن أصدقائك، وعن مغامراتك في الحب .
او عن حفلاتك التي تشارك بها .
وأخبرك ان الحياة رحلة نواجهها مع من نحبهم فقط، ولا نستطيع الوقوف امام كل المفاجأت وحدنا، او ان نقف بالعقل فقط .
واخبرك، إني أشعر بالحرية حينما نتحدث، وأرغب في أن تشاركني الصيف .
فأنا لا أحبه .
وأن تكتب لي كل صباح .. 
وكل هذه أحلام وردية كلون الكعكة التي تجلس أمامي .

الجمعة، 15 يوليو 2016

الولد الفقير


هُنا يجلس الولد الفقير الهَش .
هذا الفتى النحيل، الذي يرتدي لون واحد طوال العام
ولديه معطف ذو أكمام طويلة، يتضح منها إن المعطف لا يخُصه .
هذا الولد الذي يخاف البرد، ولا يشرب الكاكاو الساخن
الذي لا يكتُب جيداً، ولكنه دوماً يسمع لي .
يسمع لي عندما أُدندن الأغاني التى أُحبها، ويضحك
عندما أشعر بالخجل لإنه سمع صوتي .
هذا الولد الفقير الذي لا تمتلئ جيوبه بالنقود .
ولديه بعض العملات المعدنية، التى يجلب بها قطع الكيك وكوب الشاي الساخن
هذا الولد الوحيد، الذي لا يذهب الحفلات، ولا يجلس في المطاعم المُجاورة للحديقة
الذي يمشي على رجليه ويجلس على الرصيف عندما يشعر بالتعب .
هذا الولد الذي أفتقد مكانه كثيراً عندما لا يأتي المدرسة
أفتقده أيضاً، عندما أُدندن أغنياتي، ولا أجده ينظر لي ويضحك عندما أكتشف إنه سمعني
الآن فقط، أشعر إني أنتمي إليه كثيراً .

رسائل الواتسآب


يبدو إنك لا تتفقد رسائل " الواتسآب " السخيفة، يبدو هذا مريحا بالنسبة لي .
لإنني ليس لدي كلمات مرتبة ..
او صور عظيمة لأرسلها لك .
فقط أكرر كل يوم
- صباح الخير، أخبرني عن أمورك الجديدة .. راسلني عندما يتيح لك الوقت .
كل يوم، أكتب هذا وانا أشرب قهوتي المغلية قبل مغادرة المنزل .
كل صباح، أكتب هذا، أظن إني رسائلي تجاوزت الثلاثين رسالة المكررة .
كما إني كل مساء بعدما أخرج من حمام دافئ أعاتب نفسي على الكتابة الصباحية، أنام أنظر للسقف، واستمع لمزيكا " الروك " المزعجة، ثم أكتب لك كلمة تميز يومي مثل " قد كان يوما طويلا، قد كان يوما ممتعا، كان عاديا، سخيفا .."
اما اليوم أظن إني سأضعف مرة أخرى متناسية عتابي ولومي الشديد .
وسأخبرك إن يومي كان ينقصك .
ينقصك كثيرا .
حينها أطفئ المزيكا، والإضاءة، وأعود للنوم، وأنا أشعر بالراحة .
فإني دوما أشعر، إن برسائلي الفارغة تلك، أقضي على شبح الوحدة الذي يسكن منزلي البعيد عن الوطن هذا .
لهذا لا أهتم سوى بالمشاركة، حتى وإن كنت لا تقرأ الآن .. سيأتي وقت وتتفقد كل تلك الخرافات التى تخصني .
بعد دقائق قليلة كان هاتفي يدق برسالة منك .
" هل لنا بفنجان قهوة قبل دوامك لنحكي قليلا، أيتها الثرثارة ؟ "
لأكتب لك بإبتسامة واسعة 
" بالتأكيد . "

الاثنين، 11 يوليو 2016

نعناع أخضر


كنت آراه دوما، مشغولا، نائما، يأكل، ويصرخ في وجهي بعفوية، كان لطيفا رغم صمته، وجيد الحديث إذا ناقشته .
كان لطيفا ولونه أخضر ..
كنت أرسمه كثيرا بدون معالم، فقط بقعة خضراء تدل على وجوده ..
فأصبحت أراه في شالي الأخضر، أوراق الشجر، وفرشاة المطبخ التي تستخدمها امي لفرش الزبدة .
فقط كل ما بيننا، صباح الخير وتلك الأبتسامة الوردية، الأوراق التى يوزعها علينا قبل الاختبارات، التي تحمل نسخة مصورة من خط يده المرتجفة .
لم أكن أعلم إنه سيطر على تفكيري بتلك الصورة، إلا عندما وجدت حائط مكتبي مليء بالوجوه الخضرا، و أوراق الشجر، والنعناع ..~

الأحد، 10 يوليو 2016

سقف الخيبات


كل يوم أذهب لفراشي أحاول النوم، أتقلب كثيرا، حتى إني أشعر إني أدور، رغم إني مسطحة على الفراش أنظر لسقف خيباتي، وأتجاهل ما قمت به .
دوما أشعر بالذنب حيال ما كان يجب ان أفعله وتكاسلت عنه، او نسيته .
لم أشعر بالوقت، منذ ان أصبح اليوم قاصرا على الأفلام والكتابة وتناول الطعام .
كل صباح لم أنم في ليلته، أضع حبات الأرز للعصافير، وأنتظر حين يأتوا لينظروا لي بطرف عينهم، دوما أمي تخبرني إن العصفور يحب ان يرى صديقه الذي يطعمه .
قطتي مازالت نائمة، او كسولة ترقد على الأرض تنظر لي وتغمض عينها ببطئ - دلالة على الحب - أبادلها حركتها وأعطيها ظهري، أحاول النوم من جديد، ولكني أظن إني سأفشل وأعلق تلك المحاولة على السقف بجوار أصدقائها .

الأحد، 3 يوليو 2016

حكايات تُشبهني


انا أحب حصص الأستماع
منذ إن كنت صغيرة، بفستان وذيل حصان طويل،
وكنت لا أستطيع قص شعري، لإن هذا لا يصح مع قوانين مدرستي ..
كنت أحب ان تحكي لي معلمتي قصة في منتصف النهار، قد أهدتها لي أمي، لأقرأها، فتساعدني المعلمة على القراءة ..
وأخب ان يحكي لي أبي حكاية
رغم كثرة تعبه في المساء ..
لدي الكثير من الشرائط التى أبدو بها مذيعة راديو ..
أغني واتحدث عن يومياتي
و عن طبق البطاطس المفضل، ومثلثات الجبنة .. 
أتحدث عن فوبيا القطط المشمشية .
عن كراهيتي الشديدة للبن، والظلام .
عن حبي للسير في شوارع المدينة
وركوب القطار، والأتوبيسات السياحية
ومحطات القطار .. 
أنا أحب التجارب، والسفر ..
احب الطعام والطهو والكتابة ..
اكره التلوين، لكثرة إيماني بها ..
أحب الرسم الحر، الذي لا يعبر عن شيء سوى عن افكاري التى لا أستطيع كتابتها ..
ماذا عنك ؟
أخاف ان تكون فارغ ..
لا تحدثني او تسمتع لي
او ان تكون لا تحب الذهاب، او الناس ..
او إن تعيش بلا شيء تحدثني عنه
وترى ان تذكر الطفولة، امر تافه .
حينها سأرحل،
فكيف لي أن أبقى، وانا أسير عكس إتجاهك تماما ؟

السبت، 2 يوليو 2016

قهوة من أجلك


أن تأخذ فنجان قهوة في مدينة غير مدينتك، 
سيُشعرك هذا بالسعادة
سيُشعرك بالوطن الذي أعتدت العيش فيه ..
ففنجان قهوتك الصباحي، يُذكرك بضغط العمل، والفطور الشهي
وبذلتك السمراء وتلك التنورة البنفسجية والبلوزة البيضاء ..
أتذكر سنوات أرتباطي بك جيداً
كيف كُنت رجل رائع في البداية
كيف وقعت في حُبك في بداية فصل الشتاء
كيف أصبحت أتناول القهوة، فقط لإنك تُحبها .
وكيف خسرت الكثير من وزني لأبدو أصغر
فقط لنُصبح أفضل، عندما نلتقط الصور الفوتوغرافية
لم أكن أعلم ابداً إننا سنتوقف هُنا .
وإنني سأُغادر بحثاً عن نقطة أُخرى بعيدة عنك .
لم يكُن بوسعي التحمل أكثر من هذا .
أخبرتك كثيراً ان تتوقف عن شُرب الكحول، ان تُحاول ان تعود
ووعدتني آلاف الوعود الزائفة .
ولكن الخيانة، لم أستطيع أن اتحملها .
كنت تائهة، أبكي وأُهرول في الشارع
ولم يصدر منك أي فعل .
سوى  " لم أقصد هذا، انا فقط، كُنت لا أشعر بكُل ما حدث . "
كُنت تُردد، " أنا أضعك في مكانة أُمي، فلا تذهبي "
ولكن قلبي لم يعد يتحمل أكثر ..
حتى إني لا أعرف كيف بعد كُل هذا
أُفسر لك سبب غيابي
خوفاً عليك، من البحث، والفقد ..
أنا أُحبك أيُها المجنون ..
أُحبك كثيراً، ولكني لن أعود مجدداً .

الخميس، 30 يونيو 2016

شخص آخر


كُل منا يحتاج الآخر ..
ليشاركه عن افلامه المُمتعة، والسخيفة ايضاً
ليُخبره عن فنجان قهوته البارد، الذي جعله لم يشعر بمزاج أفضل
فقرر الذهاب للعمل وهو يشعر بالنعاس والغضب
بل ويشاركه، في حكايات حُبه الفاشلة
وليحتفظ بقصته المُميزة لنفسه، خوفاً من أن يخسرها .

كُل منا يحتاج لصديق ..
ليعبث معه في أوقات السعادة والمرح
ويشاركه اللحظات الجنونية فقط ليبقى بخير
ليُخرج تلك الطاقة التى كان يُخرجها في اللعب عندما كان صغيراً .

كُل منا يحتاج لحبيب ..
ليقضي على ساعات الليل الطويل
الذي يجعلك تشعر بالوحدة .
لتُسارع الأحلام المُعلقة على باب غُرفتك ..
ليستطيع السير أوقات إضافية على طريق الكورنيش وهو يشعر بالسعادة
أكثر من شعوره بالوخز في قدمه .

كُل منا يحتاج لشخص ما ..
فقط، ليكون بخير دوماً .

الثلاثاء، 21 يونيو 2016

شباك فيروز


= اهو كُل ليلة قبل مانام لازم تطلعلي كام فكرة على كام ذكرى تنيل الليل
فكرت كتير أربط نفسي بمعاد ضروري الصُبح عشان منمش غير كام ساعة 
وأصحى بالإجبار عشان أهرب من الذكريات، والناس اللي بفتكرهم كُل ليلة
حتى أهرب من تصرفاتي الغبية اللي بعملهما من غير وعي .
بس بلاقيني، لا بروح المواعيد
ولا بنام في الليل 
وكل ما أهرب بفتكر
وكل ما أتضايق، تلازمني بلوة الأكل
بس تصدق، الأكل بعد ما كُل اللي معاك في البيت يناموا مُمتع .
بس انا مش مبسوطة!
أصل .. كل الصُحاب هاجرت
واللي حبيته راح من زمان قوي ..
هممم ،، طب تيجي احكيلك حدوتة ؟
اصل انا أعجبك قوي في الحواديت 
بحبها قوي، وكمان زمان كُنت بحكي حواديت لأهل حتتنا
هي البيوت القديمة كده يا إسماعيل
البيوت القديمة الجيران تحسهم أهلك
وتحس البيت شقة كبيرة بسلالم
وكل شقة عبارة عن أوضة، بتتفارقوا ساعة النوم
وزي مابين الأهل والأخوات
في تفضيلات
يعني تتكلم مع ده أكتر، وتحكي لده وتسمع منه
وبتحب ده وبتحب ده
بس لكل واحد له مكانة
وأماكن الناس في قلوبنا مبتتغيرش
انا من يوم ما ساب البلد وهَجّ
وانا بسمع فيروز
أصله كان كُل ليلة، كان يشغلها
واشوف خياله من الشباك قاعد
مبيعملش حاجة غير إنه بيسمع
ده انا كنت من البنات بتوع تامر حُسني وعمرو دياب وكده
فكنت لما بسمع اغانيه كنت أقول ايه اللي بيسمعها دي ؟
وبعدين أحاول اركز مفهمش ولا كلمة
بس من كُتر ما بقيت بسمعها، ومن قرب أوضته لأوضتي
حفظت الرتم بتاع الأغاني بتاعته
عارف كُنت بعمل ايه ؟
كنت أطفي كل أنوار الأوضة
و أوارب الشيش بتاعي واقعد تحته
وأقعد ادندن على نفس النغمة
وعرفت فيروز بقى
عرفت اسمها بعد وقت كبير
وهو بيقول يا سلام عليكي يا فيروز
قبل ما يسافر جبتله كام اسطوانه لفيروز
وقولتله على السلم
انا كنت اشتريتهم عشان أبقى اسمعهم وانت مش هنا
فمحسش بالغُربة
وجبتلك نُسخة عشان نسمع نفس الأغاني سوا
فيفضل حبل الجيرة بينا واصل
انا عُمري ما عرفته إني بحبه
ولا هو عُمره كلمني كلمتين على بعض
غير لو اتقابلنا في وش بعض ع السلم
أو لو أُمي عملت رُز بلبن وقالتلي طلعي لخالتك سامية فوق
أنا بحبه يا إسماعيل
وعارفة ان مينفعش أستنى حاجة مجهولة
بس انا حاسة إنه حيرجع
وحيفضل يسمع الاسطوانات
هو آخر حاجة قالها إفتكريني في الصلاة يا غالية
إفتكريني وادعيلي كتير، انا حبقى مبسوط لو أنتي اللي دعتيلي ..
وانا حرجع، متقلقيش .
وديماً بحس إن كلامنا ده إعتراف للحُب بطريقة تانية
عشان كده، انا مش حعرف أقبل طلب جوازك مني 
أنا آسفة .

الأحد، 19 يونيو 2016

رسالة لـ فريدة 2


= انا اول مرة يا فريدة احس إني عايزة اصرخ بأعلى صوت ليا،
ومش مهم اي حاجة تانية ..
مش مهم الناس،
مش مهم امي اللي حتقول إني اتجنيت
حتى مش مهم عياطك لما تسمعيني .
انا ماشية اها وجرا شنطتي ف ايدي وايدي التانية شيلاكي، حمياكي من الطريق ع الأقل ..
بس خايفة ..
خايفة ورجلي تقيلة .
نفسي أرجع ..
ارجع ومسافرش .
ارجع واقوله ع كل اللي جوايا 
اقوله ان وجوده من تاني غلط
ايوا، كان غلط عليا وانا وضعيفة
غلط، عشان مكنش ينفع اوافق وارجعله ..
بس برضو كان ساعتها مش قادرة اسيبه ومرجعلوش .
غلط عشان كنت محتارة
وغلط عشان استغل اني لسه بحبه، وصمم نفضل سوا .
غلط كمان عشان صدقت .
صدقت انه اتغير، وانه بيحبني
وانه حيخلص لعلاقتنا، من اول وجديد 
بس لو رجعت واتكلمت ..
وعيطت، وطلعت اللي جوايا 
يمكن يتغير رد فعله ؟
يمكن يعتذر،
يحضني ويقولي متروحيش
كنت غلطان وغبي وبحبك .
ياااه، ده انا مش قادرة اتخيله ف دماغي انه قادر يقولي بحبك من تاني .
للدرجة دي هو قاسي كده ؟
تفتكري كان غلط كمان اني اجيبك ع الدنيا ؟
غلط ليكي مش ليا
اصل انا قلبي خايب وحبه ومن يوم ما حبه مطلعوش، رغم كل اللي شافه ..
لكن ده ابوكي !
ازاي اجبلك أب قاسي كده
ميحضنكيش كل ليلة، ويشيلك شنطة المدرسة .
أب حنين، زي اللي بحكيلك عنهم ف الحكايات كل ليلة .
فريدة، تفتكري الغلط ف إننا نسافر ..؟
ولا الغلط اننا نفضل مكملين مع واحد لا حاسس بيا ولا بيكي ؟

رسالة لـ فريدة


- عارفة يا فريدة أُمك فضلت تحب أبوكي قد ايه ؟
فضلت تستحمل، وتزوق فيه، فضلت مصدقة إنه كُل ما حيغيب حيرجع
لحد ما فـ يوم خرج ومرجعش .
فضلت أسأل، وملقتش جواب
قولت جاله مرض، إتصاب، عمل حادثة ومش قادر يوصلي
تليفوناته مقفولة، اي طريق اوصله منه اكنه اتمسح
وزي ميكون كنت بحلم يا بنتي، ومكنش في حد اعرفه وبحبه كان هنا
بعد شوية وقت طويل
عرفت انه راح لواحدة تانية
زي مُعظم الرجالة 
راح واتبسطت، ورسم احلام 
وهي كانت بتصورله شكل عياله وحياتهم
وهو كان مبسوط، كان مبسوط بجد
روحت انا اتنكست، وجالي اكتئاب خوفت مطلعش منه
ملقتش غير واحدة بس كانت جمبي ومعايا ديماً
ولما خفيت وبدأت أشغل حياتي
كان ظهر، ظهر وفأيده خاتم الجواز
قولتله وانت ايش عرفك إني ماحبتش لحد دلوقت
قالي إنك مبسوطة إني هنا
كنت متدايقة جداً، إنه كان عارف كُل حاجة عني
زي تصرفاتي، حركاتي، انفعالاتي
كُل حاجة فعلياً .
بس ده كان غصب عني
ولإني فعلاً معرفتش أحب راجل غيره
بعد شوية وقت وافقت .
وافقت وانا مش عارفة، هو ندم وبيحبني
ولا هو بيحن لأول بنت حبها
وعارف إنها محبتش راجل غيره، فقال مفيش غيرها يصون البيت ويربي العيال
كنت كل يوم اسأل نفسي السؤال ده
حتى بعد ما حَملتْ فيكي
كنت بقول ياترى بنته اللي في بطني
هو بيحبها، عشان جبها مني ؟
ولا عشان هي بنته من ضهره وبس
كان كُل ليلة يغيب
بطني توجعني، واقعد اعيط
لحد ما يظهر
فكرك يوم سألني مالك ؟
أبداً .
فكرك بطلت أحبه ؟
ابداً برضو .
عشان كده انا مش خايفة عليكي يا فريدة إلا من الحُب ..
عشان الحُب، حاجة أقوى مننا بكتير، بكتير قوي يا فريدة .

السبت، 11 يونيو 2016

فنجان لشخص واحد فقط


ليس لدي شخص أُحبه!
ليس لدي باقة من الزهور التي أُحبها
وليس لدي فنجانين من القهوة، فَـ في كُل مرة أذهب بها إلى المقهى المُعتادة، أطلب لشخص واحد ..
لشخص واحد فقط في كُل مرة، وأقرأ جريدة صفحة ( اخبار النجوم او الفن ) لا أتذكر العنواين،
فأنا دوماً هكذا يُعجبني ما تحتويه الصفحة، ما تحتويه الشخصية، وليس العنواين والوجوه ..
وأتذكر صديقي المُزعج الذي وقعت في حُبه، ومن ثَم تركني لإني لم أكُف عن تناول القهوة، ولم أكُف عن الكتابة إليه في كُل مساء ..
بل إنه مّل من هاتفي المغلق دوماً، ومواعيدي الطائشة .
معه حُق، فلماذا إذاً أستعجب إن ليس لدي شخص أُحبه؟
فأنا بشعة .

الاثنين، 30 مايو 2016

صلة قرابة


كان ليا عمة بتشبهني في الملامح،
كانت كل معرفتي بيها، الشكل والسلام .
هي راحت فوق ..
جايز عمرها ما حتبص عليا
عمرها ما حتعرف كلام امي وهي بتقولي إن فيكي ملامح منها،
جايز هي مش عارفة إني بدعلها،
وبتمنالها الراحة هناك
جايز قالت كلمة عني، عن أختي او أمي .
جايز باعتلنا السلام .
كل اللي داير في عقلي هو
ان القرابة بتجمع ناسها،
بتقرب منهم، بسلاسل معقودة
مهما غبنا، توهنا، روحنا منها
وقت ما حيروحوا،
حتلاقي نفسك مش مرتاح

الاثنين، 23 مايو 2016

أجراس سوداء

ها أنا أعود لمدينتي ..
أعود من حيث ما بدأت ..
في طريقي للعودة
أشعر بالغثيان
هذا الشعور المُزمن الذي لم أقوى على هزيمته
أتذكر سقف غُرفتي،
الذي كان يُشبه السينما ..
أتذكر، كيف كُنت أُحب الأجراس

وكيف أحببت المعارض الفنية
وألتقطت الكثير من الصور هُناك ..
أتذكر تلك الحياة الكلاسيكية التى عشتها
ومن ثَم إنهارت فجأة
أتذكر هذا المكان جيداً
ليس هذا وفقط،
أتذكر الكثير من الأماكن
أقف امام بوابة منزلنا العتيق ..
أرفع رأسي لأعلى .
أنظر لبلكونتي ..
الذهور قد ذبلت
يبدو أن مر الكثير .
أشعر بثقل قدماي ..
أجُرهم بقوة
لأقف وأشاهد،،

كل شيئ كما هو
الأجراس المُنسدلة من السقف ..
الباب العتيق ..
المصعد الخشبي .
حتى إني أشعر بدوار خفيف ..
لا أعلم لماذا أشعر به،،
أشعر أيضاً بالسعادة ..
نعم، أنا سعيدة الآن .
سعيدة من أجل العودة
العودة إلى كُل ما مضى بدون تذكر ما مضى ..

Artwork By : Nada Ashraf

الأحد، 22 مايو 2016

هذا مُناسب لي


نحن نختار،،
هذا مناسب لي
وهذا بعيد كثيرا عن عالمي
ننتقي الأشخاص من هنا وهناك
ونفكر في نَفسَنا في تلك اللحظة
وننسى اننا سنتغير، وسيتغير من معنا
وربما لن نتفق في وقت لاحق
حينها، من الممكن ان نجد ان من باعدناه كثيراً
كان يصلح ليبقى معنا ..
ويرآك جميلا مهما تبدلت نفسك وتقلبت .

السبت، 14 مايو 2016

أمي التى أخاف أن أفقدها

اهاتف امي كل مساء،،
واخبرها إني سأظل هنا، متمسكة بالحياة ما دامت معي .
وإن رحلت، سأذهب إليها بأي طريق .
لهذا يجب ان تفعل كالأفلام، 
لا يصيبها المرض، العجز
ولا يتملك منها اي شيئ
حتى وإن جاء الموت، يجب ان تخبره انها تتمسك بالحياة كثيرا
وتصبح من المعجزات وتأتي إلي غرفتي لتنام معي .
فقط، لإنها تعلم إني لا استطيع ان انام في الليل وحدي .
حينها سأطهو خضار صحي، وسأحافظ على صحتي كثيرا
لأبقى معها، وأرعاها.
وسأخبرها عن تلك الأحلام
فربما كانت نوع من الأمراض
سيدمر عقلي ويجعلني لا أستطيع ان أكون معها سنوات كثيرة
لهذا سأخبرها في تلك الليلة، فقط لتخبرني هل هذا طبيعي ام مرض يجب ان اتخلص منه واهزمه.
*باقي النص لم يُكتب .

الأحد، 1 مايو 2016

سمكة زرقاء


في نهاية الطريق ستكون وحيداً يا صديقي ..
لا تحزن .
احيانا تمر بكُل هذا، 
تشعر بلون القهوة ومرارتها في حلقك،
إن كُنت مثلي لا تُحب في القهوة سوى رائحتها
وتلك ( البروباجندا ) التى تتعلق بها، من صور، أحاديث، وكتابات كثيرة ..
احياناً، ستُرافق كُل ما يبعد عنك، ستتوهم بالسعادة حينها
ستستمع لفيروز، أو وردة بالتحديد، 
لالا،
لن أُجبرك على مُطرب ما ..
فأنت وحيد كالسمكة الزرقاء الراقدة بجوار مكتبي الصامت
لهذا سأترك لك المساحة لتختار الصوت الذي سيجعلك سعيداً ..
لا أقصد السعادة المُتعارف عليها عند من حولك
ولكن تلك السعادة التى تأخذك من تلك الأفكار التى لا تُحبها
سيتبقى شيئاً واحد لا أستطيع أخذك منه ..
وهو إنك وحيد ..
وحيد وبائس .

الأحد، 24 أبريل 2016

حقيبة خضراء


لا احتاج لساعة الحائط لمعرفة كم مر من الوقت
حتى إني فقد عدد الأيام التى غبت بها ورحلت
أعلم إني أكره الحسابات كثيراً ولا أحتفظ بالتواريخ
وإن لم تتذكر يوم عيد ميلادي لن أتضايق، ولكن إن توقفت عن مُراسلتي سأُصاب بالجنون .
على الأشياء الجميلة أن تأتي لتُزين حائط غُرفتي الأبيض وتستقر في الدائرة البيضاء التى تُذكرني بمكان ساعة الحائط الوردية ..
كم أشعر إني ساذجة كالأطفال في بداية دخولهم للمدرسة
أبكي وأُمسك بسُترتك وأختبئ وراء ظهرك خوفاً من الحياة، ومن الوقت، ومن الحُزن
لا ..
أنا أختبئ خلفك لأتفادى مُعلمة الوحدة التى تفتح ذراعيها لي وتبتسم وتضع أحمر الشفاه بنكهة التوت ..
أنا لا أُحب أحمر الشفاه، ولا أُحب التوت .
أحياناً أجدك مُبتسماً وتضمني لجانب صدرك، وتضع يدك على رأسي ..
أشعر حينها بالرغبة في النوم ..
وأحيانا أجدك تهرب، وتغلق باب شقتك بقوة ولا تسمع لدقات كفي النحيل على بابك القويّ ..
يجب أن لا أثق بوجودك كثيراً، أعلم أعلم .
أردد هذا كثيراً ..
بل إني أكتُبه على أطراف مُذكراتي، والكُتب العابرة التى أقرأها .
دوماً أتخلص من مشاعري بنفس الطريقة ..
بإهدارها هُنا وهُناك، بإستنزافها حتى تَجفْ .
ولكني أشعر الآن بالخواء ...
ماذا لو فقدت مشاعري ؟
وأصبحت نُسخة منك ..؟
لا تُبالي، لا تحزن، ولا تشعر بالسعادة
فقط صورة تتحرك وتتناول أقل ما يُكفيها من الطعام
ماذا لو تبدلت، وبهتت ألواني، وذهبت أبتسامتي مع الريح ؟
لا أكذب عليك، أنا أخاف .
من الإقتراب، من المسافات البعيدة
ومن دقات قلبي المُتسارعة، حين ظهورك، وحينما تكتُب لي .
او تنقش لي صورة بقلمك الرمادي الجاف ..
وتخلق لي عيوناً وردية، فقط لإني أُحب الزهور
وتقلب لي فنجان قهوتي، وتُخبرني إني أجلس مع شاب يُحبني كحُب النباتات للمطر ..
سأشتاق لضحكتي العالية إذا أختفيت ..
إذا أخذت في حقيبتك الخضراء كُل ما أمتلكه .
حينها لن أجد تذكرة سفر تأُخذني إليك
لأبقى معك ..
او لـ أأخذ كُل ما يَخُصني من حقيبتك، 
فقط، لأعود إلى نفسي .

الثلاثاء، 19 أبريل 2016

حبوب اكتئاب


أتذكر خيباتي بوضوح ..
لا تستغرب إني اتجاهل باقات الورد التي ترسلها لي في صباح الأربعاء عندما أذهب للعمل ..
ولا تظن إني اتجاهلك رسائلك قبل ان أذهب إلى النوم ..
دعني أخبرك عن هذا المغفل الذي رحل في صباح السبت ولم يخبرني من قبلها، رحل من دون أن يكتب لي ورقة رغم إن الأوراق كثيرة في حقيبة يدي، وهناك أقلام حبرية على طاولة الطعام .
ام أخبرك عن الذي يراسلني ويبتسم ويتهرب من البحث عن الطريق الذي من الممكن ان نتقابل به ..
قال لي صديقي إني أمنح الحب كالشمس التي تَمنح لنا الضوء ..
وامنح الكلمات، والمزيكا ..
ولا أستطيع الرقص وسط الناس ..
بل إني لا أستطيع الرقص، إلا وانا سعيدة .
أظن إني أفعل كل الاشياء الجميلة، فقط عندما أشعر بالسعادة .
لا تصيب بالذهول عندما أختم حديثي معك وأخبرك إن كل تلك الوعكات التي أحدثك عنها، خطرت في خيالي ..
أي إنها لا تمس الواقع على الإطلاق ..
ربما كانت حبوب الاكتئاب تجعلني أتوهم الأحداث، ربما أتوهم شخصيتي أيضا ..
وتبقى حقيقة واحدة وهي إني وحيدة .
كفنجان القهوة الذي فقد جميع عائلته في حادثة توتر يدي عندما جاء لي العريس الأول .
الحائط في غرفتي مصاب بالرطوبة، و يغير ألوان صوري، ولا أستطيع إيقافه ..
فصديقتي قد بهتت ألوانها، ربما لإنها ستختفي قريبا ..
والآخري قد أكل نصفها شبح الرطوبة، وتآكلت ضحكتي معها ..
هل هذا يعني إني سأفقد سعادتي ؟
وماذا عن احلامي اليقظة التي أشاهدها عندما أستمع للمزيكا التى أحبها .؟
تذكرني أنت بقصة فيلمي المفضل .
وأجد نفسي، أشبه البطلة كثيرا ..
ينقصني فقط فستان أحمر وصبغة شعر لتجعل لون شعري يبدو فاتحا ..
هل أذهب لقص شعري لمرة أخري ؟
هل ستستطيع ان تمسك بي قبل أن أغادر مدينتنك ..؟
انا لا أريد العودة ..
بل، لا أريد العودة وحدي مرة أخري .
فتعالا الآن .

الأحد، 17 أبريل 2016

ربيع يزهر في قلبي


تذكرتك البارحة، وعندما أتذكرك أشعر بالسوء ..
الشاي بالليمون لم يعد كافي .
لم يعُد كافي ليُشعرني بالراحة ..
رُغم إني قد غيرت مكان تناوله،
حتى المزيكا التى تُذكرني بآخر رسائلك ..
قد حفظت كلماتها، فأصبحت لا أشعر بك، عندما أسمعها ..
تلك هي الأشياء ..
تكرارها يفقدنا معناها ..
كان لي صديق يعشق المزيكا، ورُغم هذا لا يحتفظ بها
عندما سألته عن السبب ..
أخبرني إنه إذا أحتفظ بها، سيكرهها، وهو مُعلق بالمزيكا ..
ولا يرغب أن يعتاد على شيئ، فهي المُغامرة التى يحيا من أجلها في حياته ..
أشعر بالسوء حيال إختفائك، وظهورك الذي يُربكني،
رُغم إني تركت مُحاولاتي الخائبة في البحث عن أخبارك وصورك القديمة
قد هربت من الأماكن التى تُفضلها، وعصيرك المُنعش
كيف قد أحببتك في الماضي، وأنا لا أعلم ما هي وجبتك المُفضلة ؟
مُطربك المُفضل، وأي كلمات تُحبها .. ؟
وماذا ايضاً عن ذوقك في الأفلام، عن العروض التى تُحبها ..
لا .. تذكرت،
أنت كُنت تكره كُل هذا
وتلصق وراء إسمي ( مُغفلة ) .
فقط لإني، أُحِبْ الحياة ..
كُنت أبحث عن معاني الزهور، وأرعى نبات الريحان في ( بلكونة ) منزلنا
كُنت دوماً تُخبرني إني ( ضعيفة ) .
كجناح الفراشة المُزعج الذي يُدغدغ دوران أذُنيك
كم كرهت نفسي، حيال تواجدنا معاً في عرض للأوبرا ..
كُنت تهتم بثيابك، عطرك، وتسريحة شعرك ..
ولا تهتم بفستاني الأحمر القصير، أحمر الشفاه
او أن تمسك بكفي وتبتسم ..
كان كفي دوماً بارد .. بل، بارد وضعيف ..
 وينظر لكفك الضخم الجاف .
أتذكر عندما ألتقطت لنا صورة ونحن نُشاهد العرض
كانت أبتسامتك جامدة ومرسومة بعناية
وكانت عيناي شاردة، بعدما وخزتني بعظمة كَوْعُك
لا أُحب إلتقاط الصور، ولكن معك ..
كان يختلف كُل شيئ، وانت لا تفعل أي شيئ حتى أفعله معك .
أيُها الرجُل المعدني كما قرأت في قصيدة عابرة ..
رُغم كل ما كان يحدث ..
وكُل ما يُلاحقني الآن ..
هذا الغياب البارد كفصل الشتاء في العام الماضي ..
وهذا الربيع الذي مازال لم يرحل من قلبي ..
أشتاقك، كما كُنت في أحلامي ..
قبل أن نكون معاً .

وحيثما، نحن نفترق .

السبت، 16 أبريل 2016

حبيب غريب


انا لا أتحدث الأجنبية،
وعندما أجهل شيئا، أبحث عنه بنهم
فهل هذا يجعلني أبدو لك سخيفة ؟
إن كان نعم، فلا تحدثني في صباح اليوم التالي ..
وسأخبرهم إن لونك لا يتناسب مع لوني البنفسجي المحايد .
هناك نقطة أخرى تدور في عقلي، فقد فقدت قطتي الرمادية، فهي ذهبت من بوابة منزلنا، وانا مازالت أأخذ لها بقايا طعامي، وعندما اتذكر غيابها أتركه لصديقتها الأخرى .
لا أكذب عليك، تعلقت بها كثير
واخاف ان اتعلق بك مثلها، ومن ثم تختفي من دون وداع او إشارة ..
احيانا اجد ان ألواننا لا تصلح للإمتزاج، وإن امتزجت ستخلق لون جديد غريب، وربما مزعج .
لا أشعر إنني بخير،
فقط لإني أخاف أن أترك قلبي على الطاولة بعدما نتناول القهوة في صباح السبت ..
او ان يسقط قلبي في قالب الكعكة الذي أعده لك في صباح الجمعة من كل اسبوع .
ماذا لو تحدثنا كل يوم ؟
عن كل الأمور التافهة التي تخصك ..
ماذا لو أخرجت لك صندوقي السري، ونشاهده سويا ..؟
ماذا لو تشاركنا الحمية الغذائية معا .
ونقضي ليلة الخميس في التسكع وتناول الآيس كريم .
ماذا لو شاركتك جلسات الأصدقاء التى أحبها، وألتقطنا صورة معا نبدو فيها إننا أقرب ..
نبدو فيها حبيبين، غريبين، 
هل ترى إن تلك الخرافات تناسب وضعنا المزري ؟
وافكاري حيال علاقتنا الشفافة تتناسب مع تلك الظروف التى نمر بها
يبدو لي إنك سترحل، فقد تعبت .
ويبدو لورقة أحلامي الوردية إني أخطط ايضا للرحيل في الأعوام القريبة القادمة
أظن إننا يجب ان نظل غريبين ..
غريبين وفقط،
ربما لأظل أتحدث عنك بكل خير .

الثلاثاء، 12 أبريل 2016

عقارب الوقت


لا تنظر للساعة عندما تكون معي،
هذا يُشعرني بالقلق حيال تواجُدنا،، إن كُنت تشعر بالملل أُخبرني على الفور
أنا أعلم إن توضيح الأمور أحياناً يكون شاق علي المرء، ولكني أحترمها كثيراً
فكر في الأمر ..
إن كُنت لا تريد المحادثة لا تغلق الهاتف، او تنظر لكلامي ولا ترد
بل أرسل لي من جُملة واحدة " نتحدث في وقت لاحق "
أتذكر كيف تقابلنا ..
كيف كُنا أغراب وبيننا مسافات طويلة ..
كيف كانت أبتسامتك في بداية الأمر، رائعة ..
هل تتذكر مُحادثتنا الأولى ..؟
وكيف كُنا لا نشبه بعضنا على الإطلاق
وأخبرتني، هذا جيد للغاية ويدل إننا سنتوافق من اجل اختراق الجاذبية
وكسر تلك القواعد في التشابه والتماثل في العلاقات
كُنت مُميزاً، وأصبحت كطبق الفاصوليا الذي فسدت صلاحيته في ثلاجتي
تُشبه الدقيق انت في خِفتك، وتركك لأثر صعب أن يزول من على البشرة بسهولة
الجميع يرتبون أولوياتهم في الحياة، يجدون الصداقة وينظرون لها أكنها كُل شيئ ..
ثم يأتي الحُب فيبعثر الأوراق، فيصبح فوق كُل شيئ
وإن كُنت صديق جيد ستصمت .
أصبحت أتناول القهوة وحدي ..
وأذهب لرؤية أصدقائنا وحدي .
وأظن إني سأُكمل ما تبقى لي هكذا، 
هل أُخبرك على شيئ، أنا لا أريد أن أُخبرهم
أنا أصبحت لا أُريد وجودهم، بعدما نتحدث
أتركني أنت أيضاً وشأني، حِل عن أفكاري
سأعود لدائرة العمل، وسأجد الأصدقاء الفارغون، لأجلس بجوارهم عندما أُصاب بالملل
سأُضيع نصف وقتي على المقاهي، وقراء الكُتب كُل شهر
سأبحث عن مزيكا جديدة ..
وأؤلف قصة فيلم، تكون أنت بطله ..
فقط، لأبتسم، او ليمُر الوقت من دون أن أنظر لساعتك .

الأحد، 10 أبريل 2016

حالة شاردة


لا بالمسافات، ولا بكُتر اللقا ..
ومش لازم البعيد عن العين بعيد عن القلب، مش كُل الناس شبه بعض ..
كُل اللي فارقناهم بيرجعوا، وبيوجعونا من تاني، وبننبسط لظهورهم المُفاجئ
بس زي مابيقولوا ديماً ( بيجوا وقت ما نكون إحنا بطلنا نستناهم، وبدأنا نلاقي شغف تاني )
ومقصدش بالشغف التاني اللي هو شخص تاني إطلاقاً ..
انا مؤمنة جداً بإننا لازم نشبع حُزن
ونلاقي نفسنا من جديد، إحنا بنتغير بعد كُل مرحلة
لازم تلاقي روحك وتعرف إنت بقيت ازاي، عشان وقت ما تصادف الموجة التانية
تبقى درعاتك قادرة على العُوم، فمتغرقش ..
او تمشي ورا النداهة .
المزيكا، وريحة الهوا، وهوا البَحر بليل
وإسكندرية اللي مليانة سَمك 
دي حاجات تُخص الناس اللي بتحب المدينة، وبتحب تفاصيل بتبسطها، وانا منهم ..
الناس الجديدة، والناس الغريبة اللي مببقاش عارف تصنفهم
بيمنحونا وقت لطيف من السعادة او ( حالة من السعادة )
كونك هوائي، او تُرابي او حتى ناري
فأنت ليك حاجاتك اللي تخُصك والناس اللي مشاركينك قانون الجذب
فأنت ديماً مشدود ليهم، وهما مشدودين ليك
جواكوا طاقة أقوى منكوا قادرة تخليكوا سوا
وتعمل زي ساحرات الكارتون بالعصايا السحرية، وتخلي نجوم تلف حواليكوا
فتحس وأكنك في حِلم، بس كُل حاجة بتنتهي مع بداية اليوم الجديد
ده يخلينا نقيم الحاجات والاشخاص وحتى المكانات اللي بتختارها، ولو مدورناش عليها، عشان نكمل يومنا الجديد بيها، يبقى احنا معندناش الطاقة اللي بتحركنا للسعادة او المزج مع الحاجة دي ..
وساعتها أحب أقولك سيب الحاجة دي ودور على غيرها عشان متضيعش وقت وطاقة على الفاضي .

بداية العشرينات


أنا عالقة في المُنتصف،
يخبرُني عُمري إني قد نَضجت، 
ولا يُمكنني التحرر من هذا ..
بينما أنا لا أُريد هذا اللقب .
لو كانت لي ساحرة كـسندريلا الساذجة، تُتحقق لي أُمنيتي المُستحيلة ..
تجعلني أعود ..
حيثُ كُنت مع أصدقائي نلهو، ونلعب في المساحات الخضراء
نذهب للمدرسة، من دون إكمال الواجبات
لو إنني أعود ..
لتسكُعي في الشوارع ساعات المطر،
عندما كُنا ثلاث فتيات مرحات، يحلمون بفارس الأحلام الذي لا يأتي
ويبتسمون للمارة، ويتناولون الآيس كريم في سعادة .
أين ذهبت سعادتي ؟
لقد تحققت أُمنيتي يا أُمي الآن، وأصبحت فتاة كبيرة وأخاف الموت .
أصبحت كأوراق الشجر في الخريف
أتساقط وأدور لحين أن اصطدم بالأرض، فأشعر حينها إني هُنا
قد فعلت الكثير والكثير، من تلك الأحلام الحبرية التى رغبت في إكتشافها
ولم يتبقى سوى البحث من جديد، عن أشياء أُخرى تخلق لي شغف المُغامرة والبحث عن هَويتي ..
ولكن، انا أستطيع البحث، عما أبحث وسط هذا العالم ..؟
أبحث عن الحُب ؟
ام عن الأب الضال الذي سأُنجب منه ابنتي الحالمة ..؟
فهذه هي رغبات من أجتمع بهم، هذا هو حديثهم
كيف سأُصفف شعري، وماذا سأرتدي، وأي فُستان سأختار
هل سأضع حجاب رأس في زفافي، ام سأتزوج من رجل يجعلني أظهر كما أبدو الأن
لأضع التاج الصغير في مُنتصف شعري وأتركه بُحرية يطير في الهواء لأول مرة ..
وماذا سأُسمي مولودي الأول، هل هي بنت أم ولد .. عن ماذا أحلم ؟
أخ، كم هي أحلام لطيفة 
ولكن هذا ليس وقتها، هُناك الكثير يجب أن نبحث عنه
حتى نبني الجدار الوردي الذي نستند عليه، فنشعر بالهواء
ماذا لو نُفكر في زيارة بلد أُخرى، قارة أُخرى
او أن نصنع فيلماً، او ندون كتاب مرسوم
نتعلم لُغة جديدة، ونُغني ..
او نتحدث مع شخصاً غريب، وتجعله يكتُب لك في دفتر مُدوناتك
او أن تستقل، تبحث عن طعام وشقة وعمل .. 
بل; وشيئ جديد تتعلمه
وتشعر بالتعب الشديد، وتحتاج لشخص يُشاركك العشاء وكوب الشاي ..
فتُقرر حينها في شريكة لحياتك وليست عروس .
أنا متورطة في العشرين،،
وترعبني فكرة النضوج، 
كُلما أتذكرها، أشعر بالغثيان
فلا يُعجبني هذا العالم، فـأين نُقطة الخروج ..؟

السبت، 9 أبريل 2016

شجرة سوداء


لا تتوقف لتلتقط لي صورة في الطريق تنظر لها عندما تشتاق لي
بل أطلب مني أن نتقابل ..
إن الصور تجعل روحي تموت، وانا لن أكون صاحبة وجه صامت في صورة أبتسم بها
اللوحة التى ألونها لك وجدت منها الكثير في الشوارع،
هذا جعلني أتوقف عن إكمالها، فأنا لا أُحب التشابه
ولا أُحب أن أُهديك ألوان تكررت عند شخص آخر، او نقشة تتشابه في حائط لا يخُصك
لم أتخلص من فناجين القهوة وقوالب الشيكولاته رُغم تحذيرات الطبيب لي
وأمضي وقتي في غُرفتي، او أمام التلفاز
أظُن إن نظري قد ضعف مرة أُخري، وسأرتدي نظارتي الحمراء من جديد، هل تتذكرها ؟
أصبح صوتي أقوى، لا أرتجف وانا أقرأ حتى وإن كانت الكتابة لك .
أعلم إننا لم نمتزج، ولم نُنجب أطفالاً كما كُنت أظُن
أظن إني بحاجة لزيارة طبيب نفسي يُخلصني من تلك الهواجس التى تُطاردني
أنا أُحب الغناء،،
وإن أحببتك سأُغني لك
أشعر بالتوتر حيال كتاباتي،
اكتب لك من وسط الأوراق
اعلم إن الكتابة فعل فادح، ولكنه مُريح
كالوقوف على سطح منزل جدتك التى كُنت تلعب فيه وانت صغير
فيبعثر الهواء شعرك، ويملأ رئتيك بهدوء، فتشعر إنك خفيف للغاية
أُحب الفراشات لإنها لا تُحلق بعيداً، وهادئة ومُفعمة بالألوان ..
أُحبها رُغم إني لا أُشبهها، أشعر إني كشجرة سوداء في منزل مهجور، قد صدأ حديد بوابته
ولكن الشجرة سعيدة، لإنها مازالت هُنا ويبتسم لها السائرون، ويلتقطون لها الكثير من الصور
فهي تُشعرهم بالثبات، الأستقرار، والأوقات السعيدة التي قد مضت ..
كما إنها قادرة على إمتصاص الطاقات السلبية من حولها، لهذا قد تغير لونها، ولكنها رُغم هذا  تَلمع كالنجوم في بحر السماء السوداء .
الاشياء لن تتكرر، 
أنا رُمادية وساذجة
أحتاج لهدوئك، والحديث معك
حتى وإن كان بلا معني، حتى وإن كُنت ستُخبرني عن أصدقائك المُملين
او عن تجربتك لكوب الشاي الخالي من السُكر
لا تُحبني لإني أكتُب، ولإني أهذي بالكلمات
وأضحك بقوة عندما أشعر بالبهجة
ولا أستطيع تناول الطعام إن كُنت سعيدة
وإني لا أستطيع أستخدام المكواة وأُخبرك بهذا وأنا أضحك، فتظن إني أمزح
ولإني أُجيد قَصْ الحكايات في منتصف النهار، وقبل النوم
وإني أُجيد صُنع الحلويات والمعكرونة
خُذ بيدي لتعرف كُل ما أخاف حدوثه معي
وأمشي معي في هذا الطريق المُظلم، الذي أخشي المرور من أمامه
حتى أتغلب على هذا الخوف
فأشعر بالأمان، فنظل معاً
ولكن، مالداعي لإن تُحبني إن كُنت سترحل ..؟

الخميس، 7 أبريل 2016

مسرح ظل يُشبهنا


لا تمر على شريط الأحلام، فأنا لا أملك سواها
لا تلوثها، بهذا الظلال الذي تضيفه، 
فكُل ظل آراه عندما تشتد حرارة الشمس يُذكرني بك ..
او بتواجدنا معاً .
مسرح الظل الذي أحاول تطبيقه في عملي، يجعلني أجعل الأبطال تُشبهنا
خلف الشاشة البيضاء ..
نبدو كالظل، الذي لا نستطيع لمسه
فقط نُشاهده ونستمتع به
وانا أمرأة تؤمن بالأبدية ..
كأبدية الحُب، ودوام الصداقة ..
ولا أؤمن أن الحُب يموت، بل أشخاصه فقط هي التى تُفنى
فيصبح الحُب كحفظ للماء في كفك، وأنت تعتقد إنها لن تتسرسب منه، كالأبله .
فقط، لإن من تُحبه، يتحرك ويملك وجهه، فنحاول عَبثاً تجاهل إن روحه، او قلبه قد فارقوه ..
تناول الماء قبل النوم، أنظر للنجوم عندما تقف في الشباك او ( البلكونة ) إن كُنت تملكها في منزلك ..
بل وتفقد وجه القهوة قبل أن تتناوله ..
هاتف صَديقك المُقرب قبل أن تنام، حدثه عني ..
ليُخبرك إننا نُشبه بعضنا كثيراً، ويجب أن نخرج من خلف الشاشة البيضاء ..
يجب أن تُمسك كفي، وتبتسم ..
ليُصفق الجمهور لنا، بقوة .
سأرتدي فُستان وردي يُشبهني في المرة القادمة، وسأضع تاجاً فوق رأسي
وأحمر الشفاه، لن أتركه على الطاولة قبل أن أخرُج .
سأُشبه أميرات ( ديزني ) .
كتلك القصة التي نُمثلها للأطفال .
أتمنى أن تُشبه أمير قصتي هذه ..
وتخرج معي، لأُشاور عليك ..
ويعلم الجميع إنه أنت صاحب الصوت الذي أُحبه .

الاثنين، 4 أبريل 2016

حقيبة بلاستيكية قوية


هذه نصوص مُهترئة من العام الماضي، تُشبه لفُستاني الأحمر، الذي أحببته ولم أحصل عليه
لإنه قصير، قصير ويكشف الكثير من الذي لا يتناسب مع حجابي ..
هذه أيضاً بقايا قهوة من العام الماضي، تعفنت على ما أظُن، لإني أمتنعت عن تناولها مُنذ الخريف الماضي، فقد أصبحت وحيدة والقهوة تجعلني أشعر بالدفء المؤقت، وانا لا أُحب اللحظات التى ستنتهي فور إنتهائي منها .
هذا العام قد مضى ..
أخذ مني الكثير، سَحب مني ألواني، كـهذا الطبيب الذي أكرهه الذي يسحب مني عينة دم
ليعرف كيف أصبحت نسبة  ( الهيموجلوبين ) تبعاً لتعليمات طبيبة التغذية ..
أكرهه أكثر من الرجل الطويل النحيل، الذي أُخبئه في جراب مَحفظتي البنفسجية ..
هذا الطبيب الأحمق الذي مازال يُخبرني إني كالأطفال ويجب أن يضحك عليّ بكُرات الحلوي الملونة، حتى لا أشعر بوخز الإبرة وأصرخ في وجهه .
لم يبقى في خزانتي سوى الأبيض، فأنا لا أُحب الأسود، وأكره الرمادي، أكثر من كراهيتي لرماد السجائر الذي ان يتركه أبي في أرضية ( البلكونة) .
فالرمادي يُذكرني برائحة الدُخان، وحريق منزل جارتي التى تفحمت، وأخبرني زوجها إنها أصبحت ككرات اللحم اللذيذ، وأخذ إبنه يُردد هذا على سلم منزلنا الصغير وهو يبكي ..
كُنت أجلس بجواره، وأبكي، أبكي كثيراً ..
لا أعلم هل أنا حقاً أبكي على جارتي هذه، ولا على بُكاء الطفل، ولا على الخوف ..؟
الخوف من الفقد، الخوف من فقد ( أُمي ) بالتحديد .
تُشبه الرجال بعضها كثيراً، مهما أختلفوا في الأذواق ..
أذواق النساء، الملابس، او حتى قَصات الشعر ..
فهم يندرجون تحت جنس واحد في البطاقة .
ولكني أعلم، إن من سأقع في حُبه، سيكون مُختلفاً
عن هذا الشبح الذي يُطاردني، 
ويكون مثل هذا الذي لم أنسى ملامح وجهه مُنذُ إن كُنت صغيرة .
بُرجي الهوائي يجعلني أشعر بالضعف الذي تَشعُر به زهرتي الحمراء عند هبوب الرياح على مدينتنا ..
يجعلني أشعر إني سأصطدم بحقيبة بلاستيكية شفافة، لأختبئ بها .
حقيبة قوية، تستطيع حمايتي، والحِفاظ عليّ
فليس من السهل على الإطلاق، الوقوع في حُب رجل عابر
ولكن ليس من الصعب إيجاده ايضاً .